كشف أحمد بلعالية مدير مؤسسة تسيير النفايات المنزلية ''نات كوم'' في هذا اللقاء الذي خص به ''الحوار''، عن برنامج التجهيز الذي يمتد إلى غاية سنة ،2010 والذي يحمل في طياته العديد من المشاريع الجديدة والتي تعود بالفائدة على سكان ولاية الجزائر، كإدماج 717 عامل بطريقة رسمية في إطار التشغيل وتزويد 28 بلدية ب10 آلاف حاوية بمختلف الأحجام، إلى جانب إضافة 60 شاحنة جديدة 10 منها ستدخل الخدمة خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة 2010 مع فتح مركزين للردم الصحي بأولاد فايت واسطاولي بطاقة استيعاب تفوق مليون طن لكل واحد منهما. الحوار: الوضع البيئي بولاية الجزائر العاصمة يحتضر، أنتم كمؤسسة مكلفة بتسيير النفايات المنزلية ''نات كوم''، هل من إجراءات جديدة ومشاريع مسطرة اتخذتموها من أجل إنقاذ العاصمة من هذا المأزق الحرج؟ أحمد بلعالية: سؤال غاية في الأهمية، أنتم كما تعلمون هناك عدة عوامل سلبية ساهمت في تدني الوضع البيئي بولاية الجزائر العاصمة، ومع ذلك عملنا على مستوى 28 بلدية من بلديات الولاية بعدما كان يقتصر على 15 منطقة فقط، جعلنا نتخذ إجراءات جديدة ونسطر مشاريع أخرى حتى نصل إلى التغطية المطلوبة، حيث سنعمل على إضافة 60 شاحنة نقل جديدة ''دكاكة وكناسة ميكانيكية'' 10 منها ستدخل حيز الخدمة خلال الثلاثي الأول الخدمة من سنة 2010 مع توفير 10 آلاف حاوية بمختلف الأحجام على مستوى 28 بلدية، بالإضافة إلى إدماج 717 عامل بطريقة رسمية في إطار التشغيل، بعد أن أودعوا ملفاتهم لدى مديرية تشغيل، وهذا ما سيساعد على توسيع نشاط مؤسسة ''نات كوم'' وتحسين العمل على مستواها، وكذا إعادة الوجه الجمالي للبلديات التي تعاني من مشكل تراكم النفايات. هل تشكو مؤسسة ''نات كوم'' من نقص في وسائل النقل والكنس.. وما إلى ذلك؟ أعترف بوجود نقائص في الأداء وذلك بسبب العجز المادي والمتعلق أساسا بوسائل النقل رغم أنها تضاعفت مرتين خلال الخمس سنوات الأخيرة بإضافة 221 شاحنة جديدة ساهمت في الرفع من حجم النفايات التي انتقلت من 656 ألف طن سنة 2004 إلى 900 ألف طن السنة الجارية، على أن تتجاوز المليون طن العام القادم إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار المقترحات المقدمة والخاصة باقتناء 66 شاحنة جديدة ستساهم في تحسين عمليات الجمع وتوسيعها إلى باقي بلديات العاصمة. هل هناك مشاريع أخرى؟ بالتأكيد فهناك العديد من المشاريع ذات طابع استعجالي، فمؤسسة ''نات كوم'' تقوم بتغطية 28 بلدية، ومن غير المعقول أن تستطيع تقديم الصورة المرجوّة خصوصا في ظل وجود عدة عراقيل كالانتشار العشوائي للمفرغات إلى جانب غياب الحس المدني بالمسؤولية كرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها وانتشار ظاهرة سرقة الحاويات، ومع هذا كله نعمل على غلق مفرغة وادي السمار التي تعد ثاني مفرغة ''رسمية'' بالعاصمة بعد مركز الردم التقني الواقع ببلدية أولاد فايت، وتعويضها بمفرغتين عموميتين جديدتين ستنجز الأولى ببلدية المعالمة، والثانية ببلدية قورصو بولاية بومرداس، بالإضافة إلى مشروع مركز ردم النفايات باسطاوالي الذي يستغل حاليا من طرف 6 بلديات مجاورة للمنطقة، وهذا لأجل تعويض غلق مفرغة وادي السمار من جهة، وتخفيف الضغط على مفرغة أولاد فايت من جهة ثانية، مع تجهيزهما بالوسائل اللازمة كالجرفات والعتاد ...إلخ، بالإضافة إلى تدعيم قطاع كنس الطرقات بالوسائل المادية والبشرية، وكذا تحديث وتدعيم المصالح المخصصة بالصيانة على مستوى مؤسسة تسيير النفايات المنزلية ''نات كوم''. سيد بلعالية، مادمت أشرت إلى ظاهرة سرقة واختفاء الحاويات، هل يمكن لك أن تعطينا أرقاما بالتحديد وما هي الأحياء أو البلديات التي تتفاقم فيها هذه المشكلة بشكل واضح؟ بكل تأكيد، والشيء المؤسف أن هذه الظاهرة أصبحت لا تقتصر على الأحياء الشعبية فقط، بل طالت أيضا الأحياء الراقية، حيث وصلت نسبة سرقة واختفاء الحاويات إلى 44 بالمائة، وهذا ما نتأسف له كثيرا وندعو إلى التسلح بشتى الطرق لمحاربته. ماهي المشاكل التي تواجه مصالحكم؟ المشكل الذي أرهقنا كثيرا، عدم تجاوب المواطنين مع المواقيت التي حددتها ''نات كوم'' للجمع، حيث أنه غالبا ما يرهن جهود العمال الذين يضطرون إلى مضاعفة عدد تدخلاتهم اليومية خلال النهار ببعض الأحياء والتي تتجاوز الثلاثة إلى الخمس مرات في ال24 ساعة، ولهذا أغتنم الفرصة لأوجه رسالة ونداء عبر جريدتكم إلى المواطنين لتحمل المسؤولية والتجاوب أكثر مع برنامج المؤسسة. كم يقدر عدد المخالفات التي سجلتموها، وفيما تتمثل؟ والله جلها تتعلق بعدم احترام مواقيت جمع النفايات، والتي يتم طرحها على مستوى اللجان البلدية، أما المخلفات الأخرى والتي تطرح على مستوى المحاكم فهي كثيرة وبالمئات، كالتعدي على العمال، عدم استجابة بعض المؤسسات لمواعيد جمع النفايات ...الخ. كم عدد العمال الذين خضعوا للتكوين في ''مدرسة النظافة'' ؟. متوسط عدد أعوان النظافة المتكونين في كل سنة يقدر ب 8 عمال . هل توجد حماية قانوينة وصحية مقدمة من قبلكم، في حالة ما إذا تعرض أحد العمال إلى مكروه أثناء أداء عمله؟ بطبيعة الحال، حيث توجد مصلحة خاصة بالوقاية وطب العمل على مستوى مؤسسة ''نات كوم''، من مهمتها السهر على الوقاية والمتابعة الطبية لهؤلاء الأعوان، كما أن هؤلاء ملزمين بالخضوع للتلقيح الإجباري كل 03 أشهر، 06 أشهر، كما أن الحماية القانونية لابد منها أيضا في حالة الضرر. أخيرا هل من كلمة توجهها إلى سكان العاصمة؟ لا بد على هؤلاء السكان من خدمة الوضع البيئي للعاصمة باحترام القوانين، والحفاظ على نظافة المحيط.