الجزائر - يتميز شهر رمضان بكثرة الاستهلاك مما يفرز نفايات منزلية مضاعفة مقارنة بالأشهر الأخرى و هو ما يضع عمال النظافة أمام تحد يزيده غياب الحس المدني لبعض المواطنين صعوبة. و أكدت مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" أن كمية النفايات المنزلية خلال شهر رمضان ترتفع ب 200 إلى 500 طن في اليوم زيادة على أيام فصل الصيف العادية على مستوى 28 بلدية بالعاصمة تغطيها المؤسسة أي تصل إلى حوالي 2200 طن إلى غاية 2500 طن كما أوضحت مسؤولة المصلحة التقنية بالمؤسسة السيدة نسيمة يعقوبي. و لمواجهة هذا الكم الهائل من النفايات المنزلية التي يجري رميها في أغلب الاحيان بصفة عشوائية دون احترام المواقيت المحددة لإخراجها لجأت المؤسسة إلى مضاعفة عدد الجولات الإضافية لجمعها بحيث تصل —تؤكد السيدة يعقوبي- إلى 60 جولة إضافية في اليوم الواحد. و يلقى عمال "نات كوم" صعوبات جمة في جمع النفايات خصوصا في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية كبيرة و حركة تجارية نشيطة لا سيما في الفترة الليلية. و شددت المتحدثة في هذا السياق على أن نقص الوعي لدى بعض المواطنين يعد حجر عثرة في طريق هؤلاء العمال الذي يبذلون جهودا كبيرة و في طريق المؤسسة التي تسخر إمكانيات كبيرة للحفاظ على النظافة. و تعد أحياء باب الواد بالعاصمة من المناطق التي يجد فيها عمال النظافة صعوبة في أداء مهمتهم نظرا لكثرة عدد السكان بهذه الدائرة التي تعد قطبا تجاريا و مكانا تقصده العائلات بقوة خصوصا في النصف الأخير من شهر الصيام تحضيرا لعيد الفطر. و في هذا الإطار أكد مدير وحدة باب الواد ب"نات كوم" نور الدين مسمودي أن التحرك بعربات نقل النفايات في باب الواد يكاد يكون مستحيلا خاصة في الفترة الليلية التي أصبحت تتميز بحركة غير عادية للمواطنين و التجار الفوضويين الذي يضعون طاولاتهم بصفة عشوائية. و بعد أن أشار إلى ارتفاع عدد النفايات لا سيما في الأيام الأخيرة من شهر الصيام أكد أن "أعوان النظافة يعانون من الاحتقار من قبل بعض المواطنين و يتعرضون لشتى أنواع الإهانة أثناء أداء مهمتهم" متأسفا "لغياب الحس المدني". و رغم أن الوحدة توفر إمكانيات بشرية و مادية كبيرة للإبقاء على المحيط السكني نظيفا —يضيف مسمودي— إلا أن إصرار سكان الأحياء على عدم احترام مواقيت إخراج نفاياتهم يعقد مهمة المؤسسة و يشكل عليها "ضغطا" لا ينتهي إلا بانتهاء هذا الشهر. كما لفت مسمودي الانتباه إلى النفايات التي يخلفها التجار و أصحاب الورشات ملاحظا أنها "نفايات صعبة المعالجة في آلات المؤسسة من المفروض ان يتحصل أصحابها رخصة من البلدية ليتخلصوا منها بصفة قانونية". و أشار في في هذا السياق إلى أن مهام أعوان النظافة أصبحت تستغرق وقتا أطول بسبب كثافة الحركة في أحياء باب الواد و شوارعها الأساسية كما أنه يتعذر إستعمال آلة الغسل في الشوارع الكبرى للسبب نفسه. و يتم يوميا رفع حوالي ألفي طن من النفايات المنزلية في أحياء دائرة باب الواد وهو أمر "مذهل" حسب تعبير ذات المسؤول. و من جهة أخرى أكد مسمودي أن المؤسسة تواجه مشكلا عويصا وهو تعرض الحاويات المخصصة لرمي النفايات في الأحياء إلى السرقة و "هذا ما يكبد المؤسسة خسائر جمة". و للإشارة لدى مؤسسة "نات كوم" 4500 عون نظافة يشتغل على الطريق العمومية و 300 مركبة مخصصة لجمع النفايات بجميع أنواعها. وتخصص وحدة باب الواد 13 شاحنة خاصة لنقل النفايات من مختلف الأنواع و تضم 150 عون نظافة و تقوم بتنظيف 234 شارع. كما تعتمد وحدة باب الواد على الأحمرة في جمع النفايات على مستوى كل من حي القصبة العتيق و حي ديار الكاف في فترة النهار فقط.