إختلطت المشاعر في السهرة الثانية لليالي ''ألف نيوز ونيوز''، التي شهدت تكريم الممثل الراحل حديثا رشيد فارس، وسط حضور من أصدقائه وزملائه، حيث أجمع الحاضرون على كون فارس قيمة إنسانية وفنية عالية، فقدها المشهد السينمائي والتلفزيوني في سن مبكر. افتتح السهرة الثانية الإعلامي احميدة عياشي، الذي تحدث عن تجربته مع رشيد فارس، بالقول إنه اكان لا يحب الصحافة كثيرا، هو شخص متواضع، ورغم أنه كان يحاول أن يعيش في الظل، بعيدا عن الناس، إلا أن الجميع كانوا يعرفونه ويحبونهب، ليعرض بعدها تسجيل فيديو يجمع عدة لقطات من العمل التلفزيوني الأخير لفارس، الذي بدا فيه مشعا ومتألقا كعادته، وهو يعطي فنه كل طاقته، وتظهر لقطات مسلسل االكوميسار لوبب فارس، في هيئة رجل الأعمال المرتبط بشبكة تتاجر في الممنوعات، يعود بعد خروجه من السجن لممارسة النشاط نفسه، الأمر الذي يدفع بالشرطة إلى متابعته من جديد، في الوقت الذي تتخلى عنه قيادة الشبكة، ليجد نفسه يواجه مصيره لوحده، وجسد فارس باقتدار صورة الرجل الممزق بين الخوف من الشرطة، والخوف من البارون، في العمل الذي أخرجه بشير درايس، ولم يلق طريقا إلى التلفزيون لحد الساعة .في ختام العرض، أكد درايس مخرج العمل، على أن طموحات فارس لم تكن تلفزيونية، بقدر ما كانت سينمائية، وإن افارس لم يشتغل في التلفزيون إلا مكرها، خاصة وأنه كان ينتقد مستوى الأعمال باستمرارب، ليضيف اكان رشيد شخصا واضحا وصريحا، وهو لم يكتف بمعرفته العميقة بالسينما الجزائرية والعالمية، بل كان قارئا جيدا يلتهم الكتب التهاماب، وأبدى درايس أسفه على الطريقة التي تعاطى بها الإعلام مع وفاة فارس بالقول اصحيح أن رشيد، يمثل وضعية الفنان الجزائري بمعاناته، والحرة التي يتعرّض لها، لكن الأخبار التي راجت عن وضعه المادي، والترويج لكونه اضطر للعيش مع أخته في بيت واحد، هي أخبار ليست صحيحة، فارس كانت تربطه علاقة رائعة بأخته، ولهذا اختار أن يكتري بيتا بمعيتها'' .أما المخرج دحمان أوزيد، فأكد على مهنية فارس العالية، وعلى سرعة حفظه للنصوص، وقدرته على الخلق والإبداع، بالقول :''لم يكن رشيد من الذين يتعبونا في التصوير، يأتي وينزوي مباشرة في زاوية لمدة عشرين دقيقة، ليأتي حافظا لنصه، إضافة إلى قدرته على الارتجال والخلق، الأمر الذي يغطي فراغات النصوص''، وعاد أوزيد إلى علاقة فارس بالصحافة بالقول :''فارس لم يكن من الذين يذهبون إلى الصحافة، بل كان يتفاداها ويتحاشاها، رغم هذا كان يشعر بجرح عميق حينما لا يتحدثون عنه بالقدر اللازم''، كما أكد أوزيد على كون فارس فنانا مثقفا القد كان يعرف كل شيء عن السينما الجزائرية والعالمية، رغم هذا لم يكن من الذين يتفاخرون بمعرفته'' .السهرة استمرت مع فرقة السد البشارية، التي حلت ضيفة على فضاء بلاصتي قادمة من مدينة القنادسة المعروفة بموسيقى الديوان، والتي كرمت ذكرى رشيد فارس بأغنية االرحيلب، لتكمل السهرة ''أبراج ابن بوزيان'' ولي القنادسة، الميزان، الله يا بابا، يا ولدي، وتعلم تقرا.