حمّل رئيس المركز الوطني للسينما والمشرف على دائرة الفن السابع في تنسيقية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" كريم آيت أومزيان، لجنة القراءة مسؤولية تمويل الدائرة للأفلام المسيئة للجزائر والتي عرضت في إطار التظاهرة، مؤكّدا أنّ هذه الأخيرة هي المسؤولة عن قبول أو رفض المشاريع، مشيرا في هذا الحوار الذي خصّ به "المساء"إلى أنّ ميزانية دائرة السينما خلال التظاهرة فاقت 60 مليارا وأنّ الأعمال المنجزة وصلت 77 ··وأشياء أخرى كثيرة عن واقع ومستقبل السينما· - أعلنت وزارة الثقافة عند انطلاق تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"عن 75 مشروعا سينمائيا وسمعيا بصريا، إلى أين وصلت هذه المشاريع ؟ *عدد الأعمال التي أنتجت في إطار التظاهرة وصلت حتى الآن إلى 77عملا سينمائيا وسمعيا بصريا بما فيها الأفلام الطويلة والقصيرة والأفلام التلفزيونية والأشرطة الوثائقية، من بينها 61 فيلما تمّ الانتهاء منها وتسليمها إلى دائرة السينما وقدّمت في عروض شرفية تمثّلت في 13 فيلما طويلا و11فيلما تلفزيونيا و3 أفلام قصيرة و 3 فيلما وثائقيا، و تبقى 10 أعمال هي في المرحلة النهائية وستكون جاهزة في الأيام القليلة المقبلة، وستة أفلام أخرى هي في مرحلة التصوير، بالإضافة إلى ثلاثة أعمال سينطلق تصويرها قريبا· -بالنسبة للأفلام الطويلة جرى الحديث عن إلغاء عدد من المشاريع التي كانت مبرمجة على غرار الكوميديا الموسيقية "الساحة" لدحمان أوزيدن "طاكسي المخفي 2 " لبن اعمر بختي و"الغضب الدفين" لخالدي··· ؟ * لقد ضمّ برنامج التظاهرة في البداية 24 فيلما طويلا وما تمّ تأكيده حتى الآن هو 23 فيلما، 13 منها انتهت، وهناك سبعة أفلام أخرى نستقبلها بصورة متتالية خلال هذه الأيام، وهناك فيلم واحد ما زال في مرحلة التصوير هو فيلم "مصطفى بن بولعيد"· أما فيلم " الساحة " فسينجز، صحيح أنّ مخرجه تأخّر واكتفى بإعطاء إشارة انطلاق التصوير ثمّ اختفى عن الأنظار، لكنه عاد وسيباشر التصوير نهاية فيفري المقبل، وهناك فيلم آخر لم يبدأ تصويره بعد وهو فيلم "الأندلس" لمحمد شويخ، فيلم الغوتي بن ددوش سيقدّم في الأيام القليلة القادمة إلى جانب"رحلة في الجزائر" لعبد الكريم بهلول و" الحل الأخير" لرشيد بن علال وفيلم "مسكراد" لإلياس سالم·· وغيرها من الأفلام· برنامجنا متواصل وأنا فخور جدّا بما قدّمته دائرة السينما لأنّ 77 فيلما ليس بالقليل، وهذا يعني أنّه عندما تتوفّر الإمكانيات المادية يكون الإنتاج حاضرا، لأنّ الأفكار موجودة والتقنيات والإمكانات البشرية والعتاد السينمائي موجود أيضا· - ذكرتم فيلم "مصطفى بن بولعيد " لأحمد راشدي ضمن أفلام التظاهرة، في الوقت الذي أكّد فيه المشرفون على إنجازه بأنّه مشروع خارج التظاهرة، كيف ذلك ؟ * هذا غير صحيح، الفيلم ينجز في إطار التظاهرة وقد تمّ توقيع عقود بين دائرة السينما لتنسيقية تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" وفريق الفيلم، وعلى هذا الأساس حصل الفريق على الدعم المالي والتقني··صحيح أنّ الفيلم ضخم ومهم ويتطلّب ميزانية كبيرة، لكنّه أدخل في إطار التظاهرة بغضّ النظر عن حجم وشكل الدعم الذي قدّمته التظاهرة·· الفيلم مهم بتناوله لرمز كبير من رموز الثورة الجزائرية وهو مصطفى بن بولعيد· - عند انطلاق التظاهرة اشترطت الدائرة ومن ورائها وزارة الثقافة التزام المخرجين بآجال محدّدة لانجاز الأعمال، وهي نهاية نوفمبر2007 مهدّدة بسحب الدعم في حال مخالفة هذا الشرط، وعلى هذا الأساس انسحب العديد من المخرجين الذين استصعبوا المسألة واعتبروا الشرط تعجيزيا، لكنّ الملاحظ هو أنّ الكثير من الأعمال إن لم نقل نصفها قدّمت بعد الآجال المحددة وهناك من ينتظر حتى الآن؟ * ليس هناك مخرجين تراجعوا بسبب تحديد الآجال، المخرج بدري هو الذي أثار هذه المسألة ذلك أن مشروع بدري رفض في المرحلة الأولى أي على طاولة لجنة القراءة ولم يكن أصلا من بين الأعمال المبرمجة· هناك عقود ألغيت في البداية وذلك استنادا لما أقرّته الوثائق الموقّعة في 22 أكتوبر 2006 بين المخرجين ودائرة السينما والتي أقرّت أنّه على المخرج أن ينطلق في التصوير في غضون ثالثة أشهر من توقيع العقد، والمخرجون الذين لم يلتزموا بذلك تمّ إلغاء عقودهم، وتمديد مدّة انجاز الأفلام الأخرى على غرار"الساحة"و"الأندلس" كان لتقديم حجج واضحة وموضوعية لتأخّرها، كما أنّ مخرجيها لم يختفوا عن الأنظار، فالمخرج محمد شويخ كان مريضا ورغم ذلك كان يعمل على جمع الميزانية الضرورية للعمل ، دحمان أوزيد كذلك تأخّر بسبب مشاكل مع المنتج فاضطر إلى البحث على منتج آخر،كما أنّ فيلمه يعدّ أول كوميديا موسيقية جزائرية ولم يكن من الممكن أن نهمل العمل · - أكّدت وزيرة الثقافة في العديد من المناسبات أنّ ما تقدّمه التظاهرة هو مجرد دعم للأفلام وليس تمويلا، في حين أنّ هناك أفلاما استفادت من التمويل الكلي للتظاهرة أو بنسبة 80%؟ *الشيء الأكيد أنّنا أردنا نجاح التظاهرة··فانجاز فيلم طويل بمعيار 35 ملم يتطلّب غلافا ماليا كبيرا، ولا نملك لحد الآن منتجين بالمعنى الحقيقي للكلمة، حاولنا دعم الأفلام الطويلة من خلال تقديم غلاف مالي قيمته 10ملايين دج في إطار التظاهرة وعشرة ملايين أخرى عن طريق صندوق الدعم "فداتيك"، بالإضافة إلى الدعم التقني المقدّم من خلال العتاد السينمائي (عتاد الإضاءة، الرافعة، وأحيانا كاميرا 35 ملم )··وأمام عدم تمكّن بعض الأفلام إيجاد الميزانية الكافية للانجاز، قرّرت الدائرة دعمها بشكل كلي أو بنسبة كبيرة· - وعلى أي أساس موّلت بعض الأفلام دون أخرى في الوقت الذي ألغيت ثالثة بسبب عدم وجود مصدر تمويل ؟ * الاختيار تمّ من خلال الخبرة التي نملكها في هذا المجال وقربنا منها وإحاطتنا بكل الصعوبات التي واجهها كلّ مشروع، وبحكم معرفتنا بخبايا كلّ مشروع والتكاليف التي يحتاجها كل واحد على حدة من خلال صعوبات التصوير ومدّة الفيلم ···ونحن لم نعتمد برومترا محدّدا في هذا المجال لأنّنا تعاملنا مع كل مشروع على حدة و بناء على خصوصيات كلّ مشروع· - ما لاحظناه في دائرة السينما أيضا، تركيز الدعم على الجيل الأوّل من السينمائيين الجزائريين على حساب الجيل الجديد الذي مثّل الأقلية ؟ * بالعكس، لأوّل مرة يشارك جيل المخرجين الشباب، ويحقّقون حلمهم في رؤية أعمالهم على الشاشة ومن بينهم "رشدي قوادي" الذي أنجز أوّل فيلم طويل له بعنوان "الأجنحة المتكسّرة"، كذلك "أمين صديقي" الذي أنجز أول فيلم طويل له كذلك" أساروف" ··وغيرهم، بل هناك أسماء معروفة في مجال السينما ولم تستطع انجاز فيلم طويل إلاّ في إطار التظاهرة على غرار المخرجة فاطمة بلحاج التي أنتجت "مال وطني" · ما أظنّه هو أنّ النتيجة التي يمكن أن نستخلصها من هذه التظاهرة على الأقل في دائرة السينما هو إدماجها للشباب، هناك أفلام تلفزيونية أخرجها شباب أيضا على غرار فيلم " الامتحان"لنور الدين زرقي الذي لا يتجاوز عمره 27 ربيعا، وفي مجال الأشرطة الوثائقية قدّم لكحل العربي الفيلم الوثائقي"المقاومة في الجنوب الغربي " الذي أشكره شخصيا على هذا العمل الذي أعتبره جيّدا وقيّما· - على ذكر الأعمال الجيّدة، تعرّضت معظم الأعمال المنجزة لانتقادات حادة بسبب مضمونها الضعيف سواء من حيث السيناريو أو الأداء أو حتى التصوير·فما هي الفائدة من إنجاز 77عملا إذا كانت دون المستوى؟ * كانت هناك أعمال جيّدة وقيّمة، لأنّه من الكمّ نستخرج الكيف وهذا معروف في العالم بأسره، في فرنسا مثلا نجد 10 أفلام جيدة من بين 500 فيلم، ولابدّ أن لا ننسى بأنّ معظم المخرجين توقّفوا عن العمل منذ سنوات بسبب الأوضاع المعروفة التي عاشتها السينما الجزائرية، كما أنّ مضمون الأعمال من مسؤولية "لجنة القراءة"، فكلّ الأعمال المنجزة عرضت على لجنة القراءة التي وافقت على دعمها، ونحن كدائرة أفلام قمنا بالمتابعة· من جهة أخرى إذا حصرنا الدعم على 10 أو 5 أفلام باعتبارها الأجود فإننا سُنتّهم بالإقصاء، وليتردّد بأنّ نفس الأسماء هي التي تعود، لذلك وسّعنا المجال ومنحنا الفرصة للجميع· ورغم كلّ ذلك فنحن مستعدون لتحمّل كلّ المسؤولية تجاه ما أنجز سواء من حيث الكم أو الكيف، ومن بين الأفلام التي أعتبرها جيّدة فيلم " مال وطني " لفاطمة بلحاج و فيلم "موري توري" لعكاشة تويتة ··· - لكن المخرج عكاشة تويتة أكّد عند عرض فيلم "موري توري"، أنّه لم ينجز في إطار التظاهرة، وأنّ الدعم الذي حصل عليه تسديد لما كان يدين به لصندوق الدعم ؟ * لم يكن لنا أي عقد مع عكاشة تويتة وإنّما مع منتج الفيلم بشير درايس، وقد تمّ التعاقد معه على أساس أن ينتج الفيلم في إطار التظاهرة وقد تمّ إحضار الفيلم في 31 جانفي2007 حسب الاتفاق· - ساهمت تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية في دعم الكثير من الأفلام التي ضمّت إساءة للجزائر على غرار "خراطيش قلواز" لمهدي شارف، "دليس بالوما"، "الجزائر: تاريخ لم يقل" لجون بيار ليدو وهو ما أثار الكثير من الأقاويل، ما رأيك؟ * هذه الأفلام نالت موافقة لجنة القراءة وهي حرة وسيّدة في عملها ومن حقّها رفض أو قبول أي عمل، و "دليس بالوما " لم يتم عرضه حتى الآن بسبب مخالفته بنود العقد وعدم تقديمه لنسخة معرّبة للعمل، أمّا مع جون بيار ليدو فالمشكل كان أكبر لأنّ هذا الأخير حاول التحايل على دائرة السينما بحيث قدّم عملا يختلف عن السيناريو الذي قدّمه للجنة القراءة، كما أنّه لم يلتزم بمدّة العمل المحدّدة في العقد مقدّما عملا من ثلاث ساعات عوض 52 دقيقة ، وبعدها أحضر نسخة مختصرة من 48 دقيقة وهو شيء مخالف للسيناريو المتّفق عليه· - ورغم ذلك تمّ عرض الفيلم في رياض الفتح مع جمعية "كريزاليد"؟ * هذا غير صحيح، الفيلم لم يتم عرضه ونحن لم نقدّم تصريحا بعرض هذا الفيلم حتى الآن، وما صرح به المخرج قبل أيام قائلا بأنّ الفيلم عرض في رياض الفتح ثمّ منع من العرض مرة أخرى في 11جانفي الفارط هراء ، الفيلم عرض مرة واحدة فقط في الخفاء وفي عرض خاص اقتصر على أصدقاء المخرج وأتباعه· - قلتم أنّ إنتاج الدائرة وصل إلى 77 عملا فإلى أين وصلت ميزانيتها حتى الآن؟ * عندما نجمع بين حصة 23 فيلما طويلا التي قدرة ب 20مليون دج بين أموال التظاهرة وصندوق الدعم، الأفلام التلفزيونية بين 7 إلى 4 ملايين والأفلام الوثائقية كذلك من 2 إلى 4 ملايين، فإنّ الغلاف المالي الخاص بالسينما يفوق 60 مليار سنتيم ونتمنّى أنّ يستمر هذا السخاء ويدوم على قطاع السينما حتى يستعيد مكانته· - صرحتم في حديث سابق ل"المساء" أنّ الدائرة تستعد لتنظيم "بانوراما سينما"تجمع كل الأعمال التي أنجزت على امتداد السنة وذلك خلال جانفي الجاري؟ * لقد تمّ تأجيل هذه التظاهرة إلى 20 فيفري المقبل، لأنّه كان من الضروري انتظار الأفلام التي لم تنته بعد، حتى تتمكّن التظاهرة من جمع كلّ الأعمال التي أنجزت وعرضها على الجمهور· - على ذكر الاستمرارية إلى أين وصل مشروع قانون السينما؟ * المشروع في مرحلة متقدّمة، ووزارة الثقافة تناضل من أجل المصادقة عليه ومن أجل استرجاع قاعات السينما، وقد تمكّنا من إعادة تأهيل "سينماتيك تيارت" واسترجاع قاعة سينما "المونديال" في تيزي وزو وقاعة أخرى في بشار وقسنطينة ···هناك تحسّن في هذا المجال· - بعد انتهاء برنامج التظاهرة، ماهو مصير السينما بعيدا عن التمنيات ؟ * بعيدا عن التمنيات، هناك أشياء فعلية تنجز حيث تعكف لجنة القراءة هذه الأيام على دارسة مشاريع سينمائية وإذا كانت 2007 هي سنة عودة السينما فإنّ 2008 ستكون للسينما، إذا استمرّ سخاء الحكومة على القطاع·