منطقة القبائل تملك العديد من الفنانين المشهورين، كيف وقع خيارك على إنجاز فيلم عن الشيخ أغاوا؟ بدأنا الاشتغال على الوثائقي فترة قبل رحيل أغاوا، ولم يكن من الصعب عليّ كإعلامي أجرى العديد من الحوارات مع الدا مقران، الاقتناع بضرورة الاشتغال على وثائقي عن حياته .هو شخص مهمّ جدا في المشهدين الثقافيين الأمازيغي والجزائري، وبالنسبة لي على الصعيد الشخصي هو شخص رائع، ويملك أبعادا عديدة، هو فنان شاعر، ملحن ومطرب يملك صوتا خارقا، أضف إلى أنه اشتغل في السياحة في فترة من حياته، حيث أدار العديد من المركبات الساحلية لمدة ست سنوات .والشيء الذي يبقى فارقا هو أن أغاوا كان تجسيدا لقيم الانفتاح والتسامح، حيث كان أول من أدخل الصوت النسوي إلى كورال المديح الديني، في منطقة القبائل. عندما قررت الاشتغال على الفيلم، هل تلقيت تمويلا لمشروعك؟ هناك منتج بدا مهتما بالفيلم بعد إنجازه، وعدا ذلك أنا من قمت بتمويل الفيلم من إمكانياتي الخاصة، الفيلم مدته ساعة ونصف أقوم من خلالها برصد حياة الدامقران، الشاعر ورجل الدين والفنان، وعبره نقوم بتثمين الثقافة الشفهية .ما يقوله الشيخ أغاوا يتجاوز النص العادي، ليرتقي إلى مستويات عالية من الشعرية والجمال، عبر موضوعات عديدة ليست فقط دينية، بل دنيوية كذلك، أغانيه في منطقة القبائل تعتبر نوعا من العلاج الروحي. الوثائقي أنجز باللغة الأمازيغية، هل سيتم إنجاز ترجمة نصية له، أو دبلجة بلغات أخرى؟ بالتأكيد، نحن سنقوم بترجمته إلى العربية والفرنسية ولِمَ لا الإنجليزية، وليس فقط ترجمة نصية، نريد أن يكون التعليق بأكبر عدد من اللغات، حتى يصل لأكبر قدر ممكن من الجمهور .مبدئيا، الترجمة النصية ضرورية، لكن إن تمكنت من العثور على أشخاص يتقنون طريقة اللفظ الخاصة بالوثائقيات، فسأدبلجه بالتأكيد .الوثائقي ليس فقط لغة، بل مجموعة من الأحاسيس مرافقة للكلام. هل من مشاريع أخرى في مجال التوثيق؟ نعم، أريدها سلسلة كاملة للتعريف بالشخصيات التي لم تأخذ حظها الإعلامي في الجزائر، شخصيات قدمت الكثير للمشهد الثقافي الجزائري، وأتمنى أن أقوم بهذا العمل في حياتهم.