نظمت المحافظة السامية للغة الأمازيغة بالجزائر العاصمة سهرة تكريمية احياءا لذكرى عميد المديح الديني الأمازيغي الراحل أمقران أغاوا نظرا لمساهمته في إثراء الثقافة الدينية لمنطقة القبائل. وحضر التكريم الذي احتضنه فضاء بلاستي ليومية "لو كوتيديان دالجيري نيوز" مريدي الشيخ من رجال ونساء تتلمذوا على يده وكذا نجلي الفقيد. وشدت فرقة المديح الديني المكونة من رجال ونساء أبناء منطقة آيت عطلي (الاربعاء ناث ييراثن) مسقط رأس الشيخ مقران أغاوا أسماع الحاضرين بالمديح المؤدى الذي رفع لروح الفقيد إذ خلقت الفرقة نوعا من الخشوع في القاعة. وتخللت الأمسية بعرض مقاطع من الفيلم الوثائقي الذي أعده المخرج أرزقي عزوز الذي تناول مسيرة صاحب أغنية "الله الله اذفلاون" الفنية وكذا أهم المحطات التي مر بها إلى غاية وفاته. كما تم خلال السهرة التطرق إلى موضوع "المديح الديني من النص الديني إلى النص الأدبي: ترجمة أو تكييف أو ابداع"، واعتبر الجامعي يوسف نسيب أن المديح الديني باللغة الأمازيغية استوحى معظم نصوصه من القرآن الكريم كقصة سيدنا يوسف التي نجدها كثيرا في المديح الديني بمنطقة القبائل مشيرا إلى أنه بالرغم من اللجوء إلى عملية ترجمة النص المقدس (القرآن الكريم) من العربية إلى الأمازيغية فان المعنى الحقيقي للقصة لا يتغير. وأضاف إلى أن جميع القصص التي استوحاها شعراء باللغة الأمازيغية من القرآن الكريم كقصة سيدنا موسى وسيدنا إبراهيم عليهما السلام ترجمتا من اللغة العربية إلى اللغة الأمازيغية وحولت إلى نصوص تستعمل في المديح الديني. ومن جهته، خلص الجامعي سعدي قاسي أن هناك توافق بين الترجمة والتكييف والإبداع في النصوص الشعرية للمديح الديني بالأمازيغية فالشاعر يستوحي القصص من القرآن الكريم ليقوم بترجمتها ثم يكيفها ليبدع فيها بإضافات لم يذكرها القرآن الكريم. وذكر محافظ المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي سي الهاشمي عصاد على هامش الأمسية التكريمية أن أمقران أغاوا يعد من بين الذين مزجوا بين الطبل والمزمار في المديح الديني مشيرا إلى الدور الذي لعبه في ارتقاء المديح الديني حيث تمكن من تشكيل فرقة متألفة من رجال ونساء يؤدون المديح. ولد "وعلي محند أمقران" المعروف بأمقران أغاوا سنة 1926بقرية اث عطلي بولاية تيزي وزو وقدم كثيرا للأغنية الدينية الامازيغية. اهتم بالأغنية الاندلسية خلال الخمسينيات حيث كان من بين المقربين للشيخ صادق ابجاوي وعبد الوهاب ابجاوي ،اشتغل بالإذاعة الوطنية وكانت له أغاني عديدة سنة 1962 من بينها "الاربعا نث ييراثن او ميزين لسوار" عمل بقطاع السياحة اين كان مسيرا لعدة وكالات سياحية ثم التحق مجددا سنة 1970 بالاذاعة حيث كرس حياته وموهبته في المديح الديني الناطق باللغة الامازيغية. توفي سنة 2009. وله عدة أعمال من بينها "الله الله أنزور الوالي" "الله ايذورار ناث ييراثن".