عاش جمهور فضاء بلاصتي، سهرة أول أمس، جوا موسيقيا بدا لوهلة متناقضا بين الهدوء والصخب، لكنه في الحقيقة متكامل في بعث المتعة في نفوس الجمهور، حيث افتتحته الفنانة «كوثر» بصوتها الهادئ وهي محتضنة قيتارتها الكلاسيكية، لتنهيه فرقة «ديموكراتوس» بحماس كبير في صفوف الشباب. أعلنت كوثر عن انطلاقة السهرة بأغنية رومانسية باللغة الانجليزية تحت عنوان «أنجل» وإضاءة خافتة في المسرح، لكنها غيرت لاحقا النوع الموسيقي منتقلة إلى الأندلسي عبر أغنية «رأيت الرياض»، لكن التنوع الذي جاءت به كوثر لإثراء السهرة فنيا نقل الجمهور إلى الحوزي، إذ أطربت عشاقه بأغنيتي «القلب بات سالي»، و«يا قلبي خلي الحال»، التي ختمت بها وصلتها على تصفيقات الجمهور، فاسحة المجال للفرقة القادمة من مدينة وهران، «ديموكراتوس» وأسلوب «الريغي». بدأت الفرقة وصلتها الموسيقية، بأغنية الغابة، التي تشبّه فيها المجتمع بالغابة، وتصف منطق أكل القوي للضعيف، وأغنية «ما زال» التي اشتهرت بها الفرقة، وباللغة الانجليزية «give me one reason» أو اعطني سببا، لتنتقل بعدها إلى أسلوب السالسا بأغنية «باربارية» و«جزائري». الفرقة المؤلفة من ثمانية أشخاص طال أغلبهم التعب بعد الجو الحماسي الذي ساد المسرح، ولم يبق منهم إلا ثلاثة أفراد «أمين عازف القيتارة، وليد على الإيقاع والمغني صادق» الذين رفضوا الانسحاب حتى للاستراحة استجابة لطلب الحضور، فقدموا ثلاثة أغان أخرى «وين نروح»، «دارونا ستوب» و«عيش حياتك» ليقدموا بعد عودة رفاقهم أغنية «كرافاطة»، الساخرة من السياسة والسياسيين وغيرها من الأغنيات. فرقة ديموكراتوس التي اشتهرت بأسلوبها الملتزم قدمت مع المتعة الكثير من الرسائل الاجتماعية والسياسية إلى الشباب الحاضر، دون أن يغفلوا عن وفائهم لملك الريغي بوب مارلي، بتأدية بعض أغانيه.