نجح النجم تاكفاريناس، سهرة أول أمس الخميس، في تحقيق عودة قوية وتاريخية إلى تيزي وزو بعد 21 سنة من الغياب، حيث أحيا حفلا غنائيا بملعب أوكيل رمضان يعتبر الأفضل والأروع من نوعه من حيث إقبال الجماهير وصنع أوقات بهيجة وسعيدة، وكذا من حيث الأداء فوق المنصة، وغنى تاكفاريناس طيلة ثلاث ساعات بالقلب والروح وأظهر سعادة كبيرة بعودته إلى مهده. إستطاع تاكفاريناس أن يحقق الرقم القياسي في عدد الجماهير التي توافدت إلى ملعب أوكيل رمضان، حيث اكتظت المدرجات عن آخرها، ولم يفلح الآلاف من الذين توافدوا إلى عاصمة جرجرة في مشاهدة الحفل بسبب امتلاء الملعب كليا، واضطروا للعودة إلى ديارهم خائبي الأمل، حيث تجاوز عدد الجماهير -حسب المنظمين- 25 ألف متفرج، أما مصالح الأمن فقد أشارت إلى أنه بلغ 18 ألف. ولم يتأخر حفل تاكفاريناس في الانطلاق، لكن الجمهور القبائلي بدا أنه سئم من الانتظار بسبب غزوه للملعب في وقت مبكر، حيث نادوا باسمه لعدة مرات وكانوا يصفرون بصخب. وفضّل تاكفاريناس أن يصنع السوسبانس، حيث صعد الموسيقيون إلى المنصة وبقي هو في الأرضية يداعب قيثارته مقدما مقاطع موسيقية مميزة ويتابعه الجمهور في الشاشة الكبيرة، وبعد اعتلائه المنصة انفجر الملعب بالأهازيج والصراخ والزغاريد، حيث بدأ بأغنية «دوقا دوقا» وهي أغنية سياسية تدعو إلى حرية اختيار المترشحين في الانتخابات وحرية الانتماءات السياسية، وهي رسالة أراد من خلالها الدفاع عن تصريحاته حول الانتخابات التشريعية السابقة التي دعا فيها الشعب الجزائري إلى الانتخاب والتي أثارت ضجة كبيرة، وشن دعاة المقاطعة حملة شرسة ضده. وقدم تاكفاريناس باقة من ألمع أغانيه المشهورة التي صنع بها النجومية وأبدع بأنامله وصوته في أداء كل الأغاني السياسية والاجتماعية، وفضل أن يعطي قسطا أكبر للأغاني العاطفية. وكانت الأغنية الثانية التي أداها بعنوان «أيسيي» ثم «عدان ووسان» بمعنى «مضت الأيام» والتي تعني الغربة والشوق للوطن، قبل أن يهدي الجمهور أغنيته الشهيرة «طبق ريري» التي تعري السياسيين والمسؤولين، وبعدما حسّ تاكفاريناس بهيجان الجمهور فضّل تهدئته بأغنيته العاطفية الهادئة «خاس بعذاغ» بمعنى «رغم بعدي» تلتها أغنيتي «أرواح» و«أمك أسينيغ» بمعنى «كيف سأخبرها» بنفس الريتم العاطفي، ليطلق العنان لحنجرته من جديد بالأغاني الخفيفة، وأدى أغنية «الويزة» التي قدمها استجابة لطلب الجمهور. واغتنم تاكفاريناس هذا الحفل الذي حضره الآلاف من الجماهير وعائلة معطوب الوناس الممثلة من والدته «نا علجية» وشقيقته ملكية ليقيم ذكرى خاصة لروح الفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس، حيث طالب من الجمهور الصمت التام وأدى أغنية «يا الوناس» وهي رثاء ل «المتمرد»، حيث صنع أجواء حزينة جدا وتسبب في دموع «نا علجية» التي تأثرت بالأغنية، كما تفاعل معها الجمهور بإشعال هواتفهم النقالة وإطفاء الأضواء الكاشفة، وبعد انتهائه من الأغنية التي أداها بالروح والقلب انفجر الملعب بعبارة «أسا أزكا الوناس يلا يلا» بمعنى «اليوم وغدا الوناس دائما في الوجدان». وبعدها طلب تاكفاريناس من الجمهور إقامة دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الديمقراطية والحرية وأرواح الشهداء. وعاد فيما بعد إلى الأغاني النضالية التي تدافع عن الهوية الأمازيغية بأدائه أغنية «مازال إمازيغن» وهي الأغنية التي أيقظت الجمهور من الحزن وجعلته ديناميكيا. لكن، ونظرا لصعوبة التحكم في الجمهور، فضل تاكفاريناس تهدئة الجمهور مرة أخرى بأغنية «الوالدين» التي أهداها لوالدة معطوب الوناس وإلى كل الأمهات والآباء، تلتها أغنية «قيمث ييذي» بمعنى «ابقوا معي». لكن سرعان ما عاد إلى أغانيه الريتمية مؤديا أغنية «وايثلها» بمعنى «كم هي جميلة» وأغنية «عسلامام ألعمريو» بمعنة «مربحا بك يا عمري». واستطاع تاكفاريناس أن يفجر الملعب من جديد بأغانيه الشهيرة «يبا رمان» ورائعة «زعما زعما» و«أيعساس نزهريو» بمعنى «يا حارس حظي»، قبل أن يختتم الحفل بأغنية «أويد أفوسيم». وبعدها صعدت والدة معطوب الوناس إلى الركح «وعانقها تاكفاريناس بقوة وقدمت للجمهور إحدى روائعها من المديح القبائلي.