أحيا نجم الأغنية القبائلية، محمد علاوة، ليلة أول أمس، حفلا غنائيا مميزا بملعب أوكيل رمضان بمدينة تيزي وزو، حضره أزيد من 10 آلاف متفرج جاءوا من كامل أنحاء الولاية، وكذا من بعض الولايات المجاورة، صانعا أجواء من الفرحة والبهجة، ليعلن من خلاله عن اختتام الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي العربي للرقص الفلكلوري· كما كان متوقعا، لم يضيع الجمهور القبائلي فرصة حضور هذه السهرة الفنية للتوافد بكثافة لمشاهدة نجمهم الفنان محمد علاوة، الذين رددوا وبصوت واحد كل الأغاني التي أداها والتي صنعت أجواء سادتها الفرحة والمتعة طيلة حوالي ثلاث ساعات، وكانت السلطات المحلية قد سخرت كل الإمكانيات اللازمة وخاصة الأمنية من أجل إنجاح هذا الحفل· قبل بداية هذا الحفل الغنائي بربع ساعة، كادت الأحوال الجوية أن تفسد هذا الموعد الموسيقي، حيث تساقطت أمطار غزيرة على مدينة تيزي وزو ما تسبّب في تأخر انطلاق الحفل بحوالي ساعتين· وبعد تحسن الأوضاع، افتتحت هذه السهرة الغنائية فرقة ''سوريف'' الفرنسية المتكونة من مجموعة شباب من منطقة القبائل ولدوا وترعرعوا في فرنسا يؤدون الأغنية القبائلية بكل الطبوع كالجاز، الروك، البلوز، البوب، ومن بين الأغاني التي أدوها ''نساد أرثيزي، أزول، أفوس، هالي هالي، ثكفا ثيري، كلخناون، Résidence، أساكي ذلفرح''، حيث شاركته فرقة البالي البربري ''واترولو'' الفرنسية التي أدت رقصات قبائلية، وأدوا كذلك أغنية ''Monsieur le Président'' للفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس، والتي رددها معهم الجمهور بحرارة· وبعدها صعد الفنان محمد علاوة إلى الركح يلوح بيديه ترافقه التصفيقات ونداءات الجمهور الغفير الذي فاق عدده 10 آلاف متفرج، وقد افتتح علاوة السهرة بأغنية ''اسمي اثبعذاض'' التي أداها بطابع العلاوي، تليها أغنية الفنان القبائلي الراحل إبراهيم ازري المعروفة ب ''يلا يلا'' تخليدا لروحه، وألهب محمد علاوة الجمهور القبائلي عندما غنّى الأغنية التي حقق بها نجاحا كبيرا العام الماضي والمعروفة ب ''أسا أسد أرغوري''، التي رددها معه الجمهور بصوت واحد وخلقت جوا فنيا بهيجا ساده الرقص والزغاريد، ليواصل فيما بعد الغناء على ريتم الأغنية القبائلية العصرية، وقد استمتع الجمهور بألمع أغانيه المشهورة على مدار ثلاث ساعات، حيث استجاب محمد علاوة لطلبات ورغبات الجمهور وأدى لهم أغانٍ مأخوذة من مختلف ألبوماته القديمة كأغنية ''أيما أياما أحبو'' بمعنى ''أمي أمي الحبيبة'' وافيني وفيني، ما زال أفنان، ألو تريسيتي، ليندة، حملاغكم'' وغيرها من الأغاني القديمة التي لقيت تجاوبا وتفاعلا كبيرين من طرف الجمهور· وبعدها فضل محمد علاوة القيام باستراحة لمدة ربع ساعة، وغنى الفنان القبائلي إبراهيم مداني أغنية ''أفكيغام أوليو'' بمعنى ''أعطيتك قلبي''، ليعود بعدها علاوة إلى المنصة ويطلق العنان مجددا لحنجرته الساحرة بأغانيه الخفيفة الخاصة بالأعراس كأغنية ''أيقشيش روح، أبابا الشيخ''، وهي الأغاني التي جعلت كل الحاضرين يرقصون ويصفقون كثيرا، رافقتها الزغاريد التي أطلقتها النساء اللائي حضرن الحفل، وبعدها أدى أغنية ''ثيرييو ثمزوروث'' التي أخذها من ألبومه الأخير والتي استطاع من خلالها أن يهز المدرجات وأرضية ميدان ملعب أوكيل رمضان· وبحدود الواحدة صباحا اختتم نجم الأغنية القبائلية محمد علاوة حفله الغنائي الساهر بأغنية ''أسا أسد أغرغوري'' تحت رقصات فلكلورية لفرقة ''واترولو'' الفرنسية، التي أعادها للمرة الثالثة استجابة لرغبات الجمهور الغفير الذي ظل واقفا يصفق ويرقص مرددا هذه الأغنية معه وبصوت واحد لأكثر من عشرين دقيقة· تجدر الإشارة إلى أنه قبل بداية الحفل، قام محافظ المهرجان، ولد علي الهادي، ليكرّم محمد علاوة بهدية تتمثل ببرنوس قبائلي تقليدي تكريما له على حسن تمثيله للأغنية القبائلية، وكذا على نيله للقرص الذهبي الأسبوع المنصرم بفرنسا·