بعد إنجازك ل «بانوراما السينما الجزائرية» واطلاعك على مجمل ما أنتج من 1966 إلى 2008، ما هي النتيجة التي توصلت إليها؟ توصلت إلى نتيجة مفادها أن السينما الجزائرية كانت قائمة أساسا على الأفلام الثورية، وكل الجهود المبذولة بعد الاستقلال انصبت على تصوير مختلف حقب الكفاح المسلح. فإلقاء نظرة على سجل الأفلام من 66 إلى 2008 يبرز مرحلة الفراغ الذي مرت بها البلاد في التسعينيات، حيث توقف الإنتاج مع «أبواب الصمت» لعمار العسكري. وبقينا مدة عشرين عاما لم نتكلم عن الثورة كموضوع، إلى غاية السنة الثامنة بعد الألفين، وعودة أحمد راشدي إلى الواجهة السينمائية ب «مصطفى بن بولعيد»، علما أن آخر عمل له كان في السبعينيات. هذه الفترة الطويلة، في نظري، تؤكد ارتباط الفيلم الثوري بسياسة الدولة التي غابت بعد التسعينيات. لكن الجزائر خرجت بمجموعة معتبرة من المخرجين والتقنيين والممثلين، إلا أنه ولا واحد منهم واصل العمل بمفرده وأنشأ قطبا؟ لا يمكن غض النظر عن قدرات محمد لخضر حامينا، عمار العسكري، أحمد راشدي وآخرين كثيرين اختصوا في الفيلم الثوري. كانت تجربتهم مفيدة للبلاد، من خلال إهدائها سعفة ذهبية وإعلاء صورتها في أكبر المهرجانات. من جهة أخرى، لا يمكن الحديث عن قطب سينمائي مستقل عن الدولة، فنحن لم نصل إلى تلك المرحلة من الأداء، ولا ننسى الضربة الموجعة التي تلقاها القطاع في ظهره عندما قررت الحكومة حل المؤسسات السمعية البصرية، دون التفكير في تبعات ذلك لاحقا. أضف إليه سنوات الإرهاب الجنونية التي أذهبت عقول الجزائريين إلى التفكير في حياتهم وسلامتهم فقط. لماذا عجز هؤلاء المخرجين عن إخراج عمل يشبه سابقيه؟ لا أعرف السبب تحديدا، لكن علينا أولا إنشاء مدارس سينمائية الآن، للأسف الجزائر لا تملك مخرجا قادرا على إنجاز فيلم ثوري بمعنى الكلمة يشبه «معركة الجزائر»، الذي أعتبره أفضل عمل تحدث عن الكفاح المسلح للجزائريين ضد المستعمر الفرنسي. كما يبرز في البانوراما الاختلاف الواضح في مستوى الأعمال المنجزة منذ 66 إلى 2008. بمناسبة خمسينية الاستقلال برنامج إنتاج باقة من الأفلام السينمائية حول الثورة، كيف تتوقع مستواها؟ صراحة، مناسبة خمسين سنة استقلال ستكون فرصة لبروز أفلام وثائقية راقية وجيدة. أما الأعمال الطويلة الخيالية، فحسب رأيي لن تكون مثيرة ولا ملفتة.