قصد إعادة بعث التقاليد السينمائية بالعاصمة وتجديد الوصال بينها وبين محبي الفن السابع، تنظّم السينماتيك المركزية منذ أمس الخامس عشر جانفي الجاري وإلى غاية السابع والعشرين منه، دورة السينما الوطنية وذلك بإفراد بانوراما مخصّصة لها تبرز إسهامها في السينما العالمية تضمّ عددا من الأفلام المنتجة منذ 1962 إلى يومنا هذا. ويتضمّن برنامج هذه الدورة أعمالا لمخرجين يعدّون من واضعي ركائز السينما الجزائرية، على غرار محمد لخضر حمينة وأحمد راشدي، اللذين سجّلا إسهامهما في استقلال الجزائر، من خلال الاعتماد على الصورة كوسيلة اتصال، علاوة على أعمال مخرجين ينتمون إلى مختلف الأجيال السينمائية التي ترك كلّ جيل منها بصمته في المشهد السينمائي الجزائري. وتتناول الأعمال التي ستعرض بالمناسبة، عدّة مواضيع لها علاقة بالنسيج الاجتماعي والنضالي الجزائري دائم التحوّل، ومن بين هذه المواضيع الثورة التحريرية، مشاركة المرأة، الثورة الزراعية، الثورة الثقافية والصناعية، الآفات الاجتماعية ومواضيع أخرى تؤرّخ لشتى المراحل التاريخية التي مرّت بها الجزائر. وضمن هذا السياق، سيكون المخرج المتميّز أحمد راشدي، في الفترة الممتدة من 15 إلى 20 جانفي الجاري، أوّل المكرّمين حيث من المنتظر أن تعرض في هذه الدورة كوكبة من أعمال راشدي التي وثّقت لعقود كاملة، ونقلت تفاصيل الحياة الجزائرية، على غرار ''فجر المعذبين''(1965)، ''الأفيون والعصا''(1969)، ''علي في بلاد السراب''(1978)، ''الطاحونة''(1986) و''مصطفى بن بولعيد'' (2010)، وذلك بمعدل فيلمين في اليوم. وستكرّم سينماتيك العاصمة من 22 جانفي الجاري إلى27 منه، صاحب السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 1975 المخرج محمد لخضر حمينة، الذي سيعرض له فيلم ''وقائع سنين الجمر''، ''ريح الأوراس'' و''ديسمبر''، إلى جانب المخرج الإيطالي جيلو بونتي كورفو عبر فيلم ''معركة الجزائر''، كما سيعرض بالمناسبة فيلم ''دورية نحو الشرق'' لعمار العسكري، وكذا فيلم ''الليل يخاف من الشمس'' لمصطفى بديع. للتذكير، فإنّ هذه الدورة تندرج في سلسلة من الدورات التي تنظّمها مختلف قاعات السينماتيك عبر الوطن، والتي تحمل كل واحدة شعارا خاصا بها، على غرار الدورات التي نظّمتها سابقا سينماتيك وهران، كدورة ''المرأة والسينما'' التي كرّمت فيها أعمال الممثلة القديرة الراحلة كلثوم، ودورة''السينما والشباب'' التي عرضت خلالها مختلف الأعمال التي ميّزت شباب عدّة أجيال