اجتاحت ولايات الشرق الجزائري، خلال الأيام الأربعة الأخيرة، موجة حرائق بالجملة تسببت في إتلاف حوالي ألفي هكتار من المساحات الزراعية والأشجار المثمرة والحشائش، واضطرت المئات من العائلات إلى المبيت في العراء خوفا من التفحم والاختناق داخل بيوتها التي وصلتها ألسنة اللهب، بينما اختارت أخرى الاحتجاج وقطع الطرقات لاستعجال المصالح المختصة في احتواء الوضع... ففي قسنطينة كانت نتائج موجة الحر غير العادية وخيمة وغير مسبوقة، حيث تسببت في أقل من 20 يوما في تلف حوالي 800 هكتار بين مساحات زراعية، غابات أشجار مثمرة وأعشاب ونباتات، وقد أحصت مصالح الحماية المدنية منذ ال 15 أوت الماضي أزيد من 10 حرائق أخطرها الذي ضرب غابة جبل الوحش في آخر يوم من رمضان وتسبب بعد ثلاث أيام من الاشتعال في تلف حوالي 200 هكتار من الأشجار لترتفع الحصيلة إلى أزيد من 400 هكتار التهمتها النيران بالغابة منذ الفاتح أوت الجاري، كما تسببت النيران في تلف 456 شجرة مثمرة بالإضافة إلى المئات من صناديق النحل وكذا مساحات واسعة من النباتات والأعشاب وصلت إلى حدود 300 هكتار بمنطقة زيغود يوسف لوحدها، وهي نفس الحصيلة التي تم تسجيلها بمنطقتي عين اعبيد وبني حميدان. أما بولاية تبسة التي أحصت بها مصالح الحماية المدنية أزيد من 400 هكتار من المساحات المتفحمة، فكان الحريق الذي شب، منذ أول أمس، بالجبال المطلة على المدينة الأخطر من نوعه بالولاية، حيث تسبب في تلف العشرات من الهكتارات وخلّف سحابة كثيفة من الدخان أدت إلى تسجيل العشرات من حالات الاختناق وسط المصابين بالربو والحساسية. وبعنابة، أقدم سكان سيدي حرب رقم 2 على غلق الطريق الولائي 123 المؤدي إلى أحياء وسط المدينة، عقب وصول ألسنة النيران إلى بيوتهم الفوضوية المحاذية لغابة بوفنطاس، وكانت الاحتجاجات لغتهم الوحيدة قصد إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها والي الولاية الذين طالبوه بالحضور شخصيا للوقوف على معاناتهم اليومية. وفي ولاية باتنة التي شهدت أزيد من 50 حريقا منذ دخول فصل الصيف وتلف ما لا يقل عن 700 هكتار من المساحات الغابية، لا يزال عناصر الحماية المدنية بها يحاولون احتواء الحريق الذي شب في المناطق الجبلية بكل من الرفاعة وتافرنت ببلديتي تاكسلانت وحيدوسة بعد أن عجزت مصالح الغابات والحماية المدنية والبلدية عن الوصول إلى موقع الحريق، بسبب صعوبة المسالك وانعدامها في أغلب الأحيان. أما بولاية سكيكدة فأحصت مصالح الحماية المدنية أزيد من 10 حرائق في ظرف يوم واحد، بداية الأسبوع الجاري، وقد كانت الجهة الغربية للولاية أكثر تضررا من هذه الحرائق التي تسببت في خسائر كبيرة وكذلك الحال بولاية قالمة التي عاش مواطنوها حالة من القلق والخوف جراء ارتفاع درجة الحرارة بفعل الحرائق التي شبت في الغابات المحيطة بها وعلى جميع الاتجاهات، وغطى دخان النيران المشتعلة الإقليم وتساقطت حبات الرماد على السكان، في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات مصالح الغابات إلى تلف أزيد من 300 هكتار منذ بداية الأسبوع الجاري.