سيشارك عباس سجراري رئيس الجمعية الثقافية أهل البلاد بسيدي بلعباس، من 15 سبتمبر إلى غاية 30 منه بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة، حيث سيقدم أكثر من عرض فني وجمالي لمسرح الحلقة بالساحات العمومية بالجزائر العاصمة وما جاورها، وهذا بعد أن برمجته إدارة المهرجان ككل سنة. وقال سجراري إن هدفه من خلال المبادرة بعث مسرح الحلقة العتيق المعروف بمنطقة المغرب العربي بحلة رائعة وبنفس جديد. أكد عباس سجراري المدير الفني ورئيس الجمعية الثقافية والفنية أهل البلاد، أن مشاركته بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف ستكون لها صبغة مغايرة تحمل من خلالها الكثير من المفاجآت، حيث سيخرج بالمسرح إلى الطريقة الكلاسيكية أو ما يطلق عليها عند أهل المسرح الشعبي بمسرح “الحلقة"، حيث قال “بما أن مسرح “الحلقة" فن ضارب في القِدم وأنه ينتمي إلى المسرح الشعبي وأنه مرتبط بشكل مباشر بالذاكرة الشعبية، فإنه من واجبنا كفنانين متمرّسين حماية هذا الإرث الثقافي، وذلك من خلال تجديد الفكر في آلياته والهدف أيضا حماية هذا القسم من الهوية الوطنية". كما تحدث سجراري عن المشاريع المستقبلية لجمعية أهل البلاد التي يعود تأسيسها إلى سنة 1994، حيث سيكون للجمعية عدة جولات فنية عبر القطر الوطني، إلى جانب بعض الدول الأجنبية على غرار إسبانيا (برشلونة) وفرنسا. كما أوضح المتحدث أن الجمعية بمثابة مدرسة لتلقين الأصول والمبادئ الأساسية للفلكلور الشعبي، حيث تضم أكثر من 600 طفل متخصصين في مجالات مختلفة في الفلكلور الشعبي على غرار مسرح “الحلقة" والرقصات الشعبية منها رقصة العلاوي الشهيرة عند أهل المنطقة، إلى جانب رقصات الطوارق والقبائلية، وكذا الشاوية. إلى جانب ذلك، تهتم الجمعية أيضا بتلقين الطلبة أنواع مختلفة من الموسيقى البدوية العتيقة كموسيقى النهاري مثلا. وفيما يخص أهداف الجمعية، حسبما أفادنا المتحدث، فتتمثل في حماية الذاكرة الشعبية وبعث التراث الشعبي في حلة أنيقة، وكذا العمل على غرس الروح الوطنية بين أوساط الشباب من الجيل الجديد وإدماج الفئة المحرومة في المجتمع خاصة أطفال اليتامى وضحايا العنف بالمجتمع وجعلهم من الأشخاص الناشطين لتفعيل الحركة الثقافية بدل التوجه إلى طريق الانحراف. وحسبما كشفه لنا رئيس الجمعية، فإن أهل البلاد تعاني نوعا من التهميش من طرف السلطات المحلية المسؤولة عن الشأن الثقافي بولاية، إلى جانب وزارة الثقافة، وهذا رغم حصدها العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية والوطنية. وفي هذا الصدد، فإن المتحدث يناشد المهتمين بالشأن الثقافي بإعادة النظر في جمعيتهم من خلالها وضعها في مكانها المناسب، خاصة وأنها من الجمعيات الثقافية المدافعة عن الذاكرة الشعبية الوطنية.