ثمنت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، موضوع الملتقى العلمي ''توظيف التراث في المسرح المغاربي'' والذي اختارته محافظة مهرجان المسرح المحترف ضمن برنامج الطبعة الخامسة، مؤكدة بأن مناقشة تأثر المسرح المغاربي بالتراث هو في أصله رجوع إلى الذات واحتماء بها وحماية لها في ذات الوقت· أكدت خليدة تومي، أمس، ضمن الكلمة التي قرأها نيابة عنها محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أمحمد بن قطاف، لدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الذي نظم بالمكتبة الوطنية، بأن الهدف من الملتقى هو تفعيل الحركة المسرحية المغاربية وربطها بالأصول الثقافية، كما أنه تعزيز لحضور المسرح في الحياة الفنية وتطوير للتجربة المسرحية· واعتبرت الوزيرة بأن التنوع الثقافي في بلاد المغرب إنما يخفي الأثر القوي الذي كان ولا يزال للتراث العربي الإسلامي في أبعاده المنقولة والمعقولة والشعبية، موضحة بأن بلاد المغرب أرض عاشت تراكما ثقافيا يزيد عن الثلاثة آلاف سنة من الوعي والإبداع، ولا شك أنها تملك كمّا هائلا من الكنوز التراثية من أساطير وطقوس وحكايات وأحاجي، وصولا إلى استيعاب تجارب الشعوب التي كان لها حضور دائم في بلاد المغرب العربي· وقالت وزيرة الثقافة بأن تواصل الشعوب قائم في جانب من جوانبه على الرغبة في فرض الذات بكل ما تحمله من مؤثرات ثقافية وفنية، وقد زادت هذه الرغبة استفحالا -حسب المتحدثة- مع كل التحولات التي أنتجتها عولمة هيمنت على كل اتجاهات الحياة، مشيرة إلى أن مناقشة تأثر المسرح المغاربي بالتراث هو في أصله رجوع إلى الذات واحتماء بها وحماية لها في ذات الوقت· من جهته، طرح رئيس الملتقى، عبد الحميد بورايو، ضمن كلمته الافتتاحية جملة من الإشكاليات العلمية والأكاديمية التي تصب في اتجاه فتح النقاش، فيما يخص علاقة التراث وتأثيره على المسرح المغاربي. ومن جملة هذه الإشكالات تساءل المتحدث عن أسس العمل المسرحي المغاربي، وكيف يتم إبداع العمل المسرحي على أسس التراث؟ وما طبيعة العلاقة بين المسرح والتراث؟ وما هي دوافع العلاقة بين الطرفين؟ وأكد بورايو بأن التجربة المسرحية في الوطن العربي هي نتاج لتراكمات التراث العربي والثقافة العربية الإسلامية، وهو ما دفع برجال المسرح في بلاد المغرب -حسبه- إلى البحث عن تجربة مسرحية فريدة ومختلفة تضاف إلى التجارب الإنسانية، فكان مسرح ''الحلقة''، وهو المشهد المغربي الذي ساهم في ترسيخه عديد الأسماء المسرحية المغاربية ممن عانقوا التراث واعتزلوا فيه مسيرة المسرح المغاربي· وقد شارك في هذا الملتقى العديد من الباحثين الجزائريين والعرب الذين تطرقوا في اليوم الأول من هذا اللقاء العلمي إلى محور التراث في المسرح المغاربي بمشاركة نادر عمران من الأردن وعبد الكريم برشيد من المغرب في موضوع التراث إبداعا وفلسفة، وإدريس قرقوة من الجزائر في موضوع التوظيف الإبداعي للتراث في المسرح، ورشيد بوشعير من الجزائر في مداخلة حول توظيف التراث الشعبي في المسرح وكذلك الجزائري أحسن ثليلاني الذي تحدث عن أشكال التعبير المسرحي الجزائري في علاقتها بالتراث، وقد ترأس هذه الجلسة أحمد منور·