شنت قوات الجيش الوطني الشعبي، منذ يومين، حملة عسكرية ضخمة استهدف الغابات الحدودية بين ولايتي تيزي وزو وبجاية، استخدمت فيها أسلحة حربية ثقيلة على غرار المدرعات الآلية والمروحيات الحربية. حسب ما علمته “الجزائر نيوز" من مصادر أمنية مطلعة، فإن هذه الحملة جاءت على خلفية ورود معلومات لدى الأجهزة الأمنية تفيد برصد تحركات لعناصر إرهابية بصفة متكررة منذ يوم العيد، حيث يدخلون بشكل جماعات إلى غابات توجة وبني كسيلة المحاذية للشريط الساحلي والتي يربطها شريط غابي كثيف مع منطقتي آث شافع وأزفون التابعتين لتيزي وزو، كما تم رصد تحركات لإرهابيين ببعض قرى بني كسيلة يتجهون إلى غابات بجاية، حيث سارعت قوات الجيش في التدخل وقامت بمحاصرة الغابات المشبوهة من كل مناطقها وقامت بغلق المنافذ المؤدية إليها. واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن قوات الجيش شرعت، منذ نهار أول أمس، في عملية القصف بالمدرعات الآلية والمروحيات الحربية، حيث استهدفت المواقع التي تعرف بالمنطقة أنها من ملاجئ عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وشهدت المنطقة، صبيحة أمس، استقدام تعزيزات أمنية مكثفة متمثلة في عناصر الجيش والقوات الخاصة، ووصول العشرات من شاحنات الجيش التي انتشرت بكثافة بالمنطقة. وأكد مصدرنا الأمني أن هذه العملية العسكرية تشنها وحدات الجيش التابعة لولاية بجاية بالتنسيق مع وحدات الجيش التابعة لولاية تيزي وزو باعتبار أن المواقع الغابية المستهدفة تتواجد بحدود هذين الولايتين، وكشف عن أن بعض فرق الجيش التي تتواجد بالناحية الشرقية لولاية تيزي وزو دخلت تراب بجاية من ناحيتها الغربية المطلة على غابات بني كسيلة، وفرق عسكرية أخرى وصلت إلى غابات أكفادو بهدف تطويق الحصار على العناصر الإرهابية المتواجدة بالمنطقة، مشيرا إلى أن عناصر الجيش دخلوا، ظهر أمس، في اشتباك عنيف مع مجموعة إرهابية مجهولة العدد على مستوى المكان المسمى إغزار ثيدافث ببني كسيلة، وهذا على خلفية محاولة مجموعة إرهابية الفرار من عملية التمشيط، حيث لم تتسرب أي معلومات عن العملية. وكشف المصدر الأمني أن المروحيات العسكرية تحوم في سماء غابات وقرى المنطقة منذ ليلة أول أمس وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، حيث كثفت من عملية القصف الجوي وفرضت مراقبة شديدة لأجل إحباط أية محاولة فرار للعناصر الإرهابية. وفي سياق هذه العملية العسكرية الضخمة التي تشهدها الغابات الحدودية لولايتي تيزي وزو وبجاية، أكد مصدرنا، أن معلومات استخباراتية تفيد بأن العناصر الإرهابية التي تم رصد تحركاتها هذه الأيام وهي تدخل إلى غابات بجاية تكون قد هربت من التواجد والانتشار الكبيرين لعناصر الجيش بأغلب الغابات الشرقية لولاية تيزي وزو على غرار غابات تاقسبت وتامقوت وإيجور وآث غبري وآث شافع وإيعكوران وغابات سيدي عيسي بزكري، وهي الأماكن التي تخضع لمراقبة عسكرية شديدة منذ أسبوعين، مضيفا أن الحرائق التي اندلعت بالمنطقة الشرقية لولاية تيزي وزو بكثافة وبالخصوص النيران التي شهدتها غابات إيعكوران دفعت الإرهابيين الناشطين بالمنطقة إلى الهروب، ومن جهة مقابلة، هروبا من أنظار الجيش، حيث تحولت المنطقة إلى أشبه بصحراء يسهل على قوات الجيش فرض مراقبة على كل التحركات بها.