شهدت العديد من مناطق تيزي وزو، منذ حوالي شهر، العديد من حملات التمشيط التي تدوم بين أربعة أيام وأسبوع .لكن ما هو ملاحظ أن الأجهزة الأمنية، خاصة الجيش الوطني الشعبي، ركز بصفة خاصة على ثلاثة مواقع رئيسية بولاية تيزي وز، وتعتبر من القواعد الخلفية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي .المنطقة الأولى هي غابات إيعكوران الواقعة بالناحية الشرقية على الحدود مع ولاية بجاية، فهي المنطقة الأكثر استهدافا من طرف الجيش باعتبار أن هذه الغابات تعتبر من أبرز وأكبر ملاجئ الجماعات الإرهابية ويختبئ فيها الأمراء والقياديون البارزون، بمن فيهم الأمير الوطني عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود، حيث شنت قوات الجيش حملة عسكرية ضخمة جندت لها أكثر من 2000 جندي وأحدث الأسلحة الحربية، بما فيها استخدام الطائرات الحربية من نوع ''الميغ'' لأول مرة في المنطقة، التي قصفت المواقع المستهدفة، فضلا عنى استخدام المروحيات الحربية والمدرعات الآلية .وأدى الوضع إلى غلق الطريق الوطني رقم 12 المؤدي إلى بجاية لمدة يومين لمنع تعرض المارة للمخاطر . وبعد مرور أسبوع من الحملة العسكرية قامت قوات الجيش بتوسيعها إلى غاية غابات أدكار وأكفادو ببجاية، وتمكنت من القضاء على أكثر من 8 إرهابيين .ونقل تائبون سابقون عن غابات إيعكوران أنها من تتوافر على العشرات من المخابئ وتتضمن معسكرات التدريب، وأكدوا أن هناك مواقع داخل الغابات لم تصل إليها قوات الجيش منذ بداية العمل المسلح بالجزائر إلى يومنا هذا، وكشفوا أن الغابات محصنة بالقنابل التقليدية والألغام . والمنطقة الثانية التي استهدفتها قوات الجيش خلال الشهر الجاري هي غابات بومهني، التابعة لذراع الميزان الواقعة بالناحية الجنوبية الغربية للولاية، حيث تم الاعتماد على المروحيات الحربية ووحدات عسكرية وقصف المواقع المعروفة .ونقلت مصادر أمنية تدمير قوات الجيش لأكثر من 6 كازمات، وهي العملية التي جاءت بعد يوم فقط من اغتيال الإرهابيين لمجاهد بقرية قنطيجة التابعة لبلدية عين الزاوية الواقعة بمحاذاة غابات بومهني. أما المنطقة الثالثة التي تعتبر من المعاقل الرئيسية للجماعات الإرهابية بتيزي وزو، هي غابات ميزرانة الواقعة على الجهة الشمالية والمطلة على البحر، حيث لاتزال هذه المنطقة تعرف تصعيدا أمنيا مكثفا منذ أكثر من سنة، ولا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع باعتداءات إرهابية وتفجير قنابل تقليدية تستهدف مواكب الجيش، وكذا توصل قوات الجيش بوضع حد لعناصر إرهابية معتبرة. وتوصف هذه الغابات بالقلب النابض لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالناحية الشمالية، كونها يربطها شريط غابي إلى غاية بومرداس، ويسهل عملية تنقل وتحرك الإرهابيين بكل حرية داخل الغابات التي لا تستطيع قوات الجيش دخولها، والاكتفاء بالقصف بالمروحيات الحربية والمدرعات الآلية بسبب زرع الألغام.