باشرت، أمس، قوات الجيش الوطني الشعبي عملية تمشيط واسعة النطاق استهدفت غابات إيعكوران في أقصى الجهة الشرقية لولاية تيزي وزو، وكذا غابات بومهني وعين الزاوية بدائرة ذراع الميزان الواقعة على نحو 40 كلم جنوب غرب الولاية، باستخدام الأسلحة الحربية الثقيلة على غرار المروحيات الحربية والمدرعات الآلية، وكذا دخول عناصر الجيش في اشتباكات مع إرهابيين· كشفت مصادر أمنية محلية أن قوات الجيش الوطني الشعبي استهدفت غابات بومهني، منذ فجر أمس، بحملة تمشيط معتمدة على القوات البرية التي حاصرت المواقع المعروفة بالمنطقة بملاجئ الإرهابيين، حيث شوهدت فرق من عناصر الجيش مرتكزة في عدة أماكن، على غرار قمم قرى دوار بومهني وصولا إلى عين الزاوية من الناحية الغربية، وكذا من ناحية إقوبعان وقنطيجة من الناحية الشرقية· واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن تعزيزات أمنية وصلت إلى عين المكان في حدود الساعة العاشرة صباحا والمتمثلة في المروحيات الحربية والمدرعات الآلية التي قامت بقصف المواقع المستهدفة التي تعرف بملاجئ عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي· وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا تزال المروحيات الحربية تحوم في سماء الجهة الغربيةوالجنوبية لولاية تيزي وزو · وقالت مصادرنا إن تعزيزات أمنية إضافية ستصل إلى المنطقة ابتداءا من اليوم والمتمثلة في القوات الخاصة التي ستتوغل داخل الغابات المستهدفة، مرجعة أسباب شن هذه العملية العسكرية إلى تقفي أثار فلول الإرهاب القابعة بالمنطقة التي اتخذت من هذه الغابات ملاجئ لها وقواعد خلفية منذ بداية التنظيم الإرهابي بالجزائر، كما أكدت أن العملية الإجرامية التي شهدتها قرية قنطيجة ببلدية عين الزاوية، ليلة الأحد المنصرمة، والتي نفذتها عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي التي اغتالت مجاهدا بقرب منزله العائلي هي من بين أسباب هذه العملية العسكرية، وكذا حصول قوات الأمن على معلومات تفيد بتسجيل تحركات مريبة لعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بغابات بومهني ودخولها وخروجها بكل حرية من وإلى غابات المنطقة بما فيها غابات إيغاربيين التي تعتبر قلب غابات بومهني· وأضافت مصادرنا أن سكان قرى دوار بومهني رفعوا عدة شكاوى للسلطات الأمنية -مؤخرا- يطالبون فيها بتوفير الأمن والتدخل لوضع حد لتحرك الإرهابيين الذين يثيرون رعب وخوف السكان مستغلين غياب الأمن بالمنطقة لتنفيذ مختلف مخططاتهم الإجرامية لاسيما ابتزاز وتجريد المواطنين من ممتلكاتهم· يضاف إلى ذلك، الاشتباك الذي دخلت فيه قوات الجيش الوطني الشعبي وجماعة إرهابية منذ أسبوع بالقرب من وسط بلدية عين الزاوية والذي دام أكثر من نصف ساعة، قبل أن يفر الإرهابيون إلى ناحية قرية بوحمو التي يربطها شريط غابي مع غابات بومهني· هذا وإلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال عملية القصف بالمروحيات الحربية مستمرة، ولم تتسرب معلومات عن نتائجها· وفي سياق حملات التمشيط بولاية تيزي وزو، شهدت، أمس، منطقة إيعكوران الواقعة على بعد 70 كلم شرق مدينة تيزي وزو عملية عسكرية ضخمة باستخدام المروحيات الحربية التي كثفت طيلة اليوم من عملية القصف· واستنادا لمصادر أمنية محلية، فإن عملية القصف تسببت في غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية على مستوى إيعكوران، حيث منع عناصر الجيش أصحاب المركبات من المرور بسبب كثافة عملية القصف، لتجنب تعريض حياة المارة للخطر، مؤكدا أن عناصر الجيش دخلوا في اشتباك كثيف وعنيف منذ الصباح بعد محاولة إرهابيين الفرار من عملية القصف· من جهة مقابلة، علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر أمنية مؤكدة، أن قوات الجيش الوطني الشعبي، دخلت، أول أمس، في اشتباك عنيف مع عناصر إرهابية على مستوى قرية ثاسادورث الواقعة على المخرج الجنوبي لمدينة تيزي وزو والتي يمتد شريطها الغابي إلى غاية غابات أمجوظ، إثر نصب قوات الجيش لكمين في إحدى مسالك القرية التي يستخدمها الإرهابيون، وفي الفترة المسائية ظهرت العناصر الإرهابية في الموقع، ودخل الطرفان في اشتباك، قبل أن يفر الإرهابيون إلى الغابات المحاذية·