لو كنت مكان بوتفليقة لتركت البلد هكذا تمشي على باب ربي حتى الرئاسيات القادمة ولن أمنح انتهازيا آخر صفة وزير أو غفير ما دمت على رأس البلد الجميع لا يفهم لماذا يقوم الرئيس بهذه “الزكارة"، على حد قولهم، والجميع يؤجل صفقاته وأطماعه إلى ما بعد تعيين الحكومة الجديدة حتى يعرف من أين يبدأ سلسلة الرشاوى والمحاباة. وأصبح التأجيل بدوره يتأجل من قبل رمضان إلى بعد رمضان ثم بعد العيد ثم بعد الدخول الاجتماعي وصار الكلام يتأرجح بين عودة حكومة الميزيرية التي لم تفعل شيئا سوى حكم نفسها وبين حكومة جديدة تضمن شبابا أكفاء،. ضحكت عندما سمعت بحكومة الشباب هذه وقلت ترى بوتفليقة سينتبه لي ويضعني في قائمة هؤلاء رغم لساني الطويل، ثم فكرت مليا وقلت ولكن كيف للشباب أن يسيروا جمهورية الديناصورات التي لا تموت؟ هل تتصورون أن من طاب جنانهم سيقبلون بمنح آبار البترول للشباب حتى يسيروها؟ هل تتصوروا أن يقدموا لهم مفاتيح الحكم ويقولوا جاء دوركم؟ والله لن تحدث لا في عهد بوتفليقة ولا بعده ولا بعد بعده لأن هذه السلوكات ليست وليدة حاجة وإنما ثقافة سياسية تكتسب مع مبدأ تبادل السلطات، ونحن والحمد لله اكتسبنا كل الأمراض السياسية الحادة والمزمنة والمميتة فقط. لذلك فكرت في نفسي وقلت إن ما يفعله بوتفليقة اليوم في هؤلاء المحيطين به من زمرة الوزراء والمستشارين وغيرهم ربما أمر مقصود وهو المعروف بمكره السياسي وتأكد أخيرا أن جماعة الحكومة التي اتكأ عليها لسنوات كانت مجرد عكاز مائل..