جاءت نسبة المشاركة بمعدل 90 ، 42 ٪ لتفند ما تناقلته الصحافة الأجنبية التي شككت مليا في الحس الوطني للشعب الجزائري وقدرته على اتخاذ المسؤولية والقرار بكل نزاهة وحرية،وتراجعت مجمل الصحف الغربية عن فكرة «عزوف الجزائريين عن أداء حقهم الانتخابي والاستجابة لدعاة المقاطعة، مرجعة النتيجة المسجلة إلى صدى الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء الماضي بمناسبة تخليد الذكرى ال 67 لمجازر ال 8 ماي 1945. اعترفت، أمس، إذاعة فرنسا الدولية (ارفي) «بأن نسبة المشاركة المسجلة لم تكن منتظرة ولا في الحسبان، وأنها كانت أكبر وأعلى من تلك المسجلة في تشريعيات 2007». هذا في حين حمل مقالها تناقضات جلية بين النتائج المسجلة وما تمنى ان تؤول إليه الأمور حسب ما ورد من تصريحات لمحللين ومعارضين والذين أكدوا بل جزموا بفشل الموعد الانتخابي . وقد قلبت هذه النسبة كل التكهنات التي استبقت الحدث السياسي وتأرجحت بين «المقاطعة الأكيدة للناخبين لمكاتب الاقتراع والحظوظ الوفيرة للتيار الإسلامي»، فجاء رد الشعب الجزائري ليضرب عرض الحائط بكل التأويلات التي تشكك في قدرته على اختيار الأفضل والأنسب له وعلى اتخاذ قراراته بكل حرية وموضوعية. وجاءت نتائج الاقتراع لتفسد ما تكهنت به مسبقا صحيفة «لوفيغارو»، حيت بدأ المحرر مقاله ب «التعبير عن ما لاحظه في الساعات الأولى لعملية الانتخاب والتي شهدت حسب ملاحظاته نوعا من الفتور من قبل الوعاء الانتخابي. لكن ومع الإعلان على النتائج الرسمية تراجع المحرر في تصريحاته، معللا سبب النتائج بالخطاب الأخير للرئيس بوتفليقة والذي حث من خلاله الجزائريين وخاصة الشباب على المشاركة بكثافة في التشريعيات والإدلاء بأصواتهم والمشاركة الفعالة في بناء الجزائر الحديثة. وربطت من جهتها صحيفة «أفريك أنفو» في طبعتها الإلكترونية النتائج المسجلة يوم الخميس وغير المرتقبة آنفا بالصدى القوي لخطاب الرئيس بوتفليقة ووقعه في نفوس الجزائريين والجزائريات. وتعرض ذات المقال الى «الإصلاحات» التي اقرها الرئيس بوتفليقة كي «تتفادى الجزائر حسب قوله خطر الربيع العربي»، متناسيا ان مسار بناء الجزائر الحديثة قد بدأ منذ أن طوت الجزائر ملف العشرية السوداء. ورجعت ال «بي بي سي» في تغطيتها لتشريعيات 2012 أيضا إلى الخطاب الرئاسي وانعكاساته الايجابية على نتائج الانتخاب، مذكرة بأن الرئيس بوتفليقة قد عول في خطابه على الشباب خاصة، بحكم أنه «قد حان دورهم لاستلام المسؤولية والقيادة» .