«الخبزة" المحانة التي كتب عنها عبد القادر علولة مسرحية كاملة، لم يأكل عليها الدهر ولم يشرب، ما زالت “حامية" و “سخونة" تحرق أرواح الراكضين وراءها، تماما مثل “عمي علي" الكاتب العمومي، الذي سئم من صحن الزيتون الأسود كل ليلة باردة. علولة وهو يكتب “الخبزة" سنة 1970 هل كان يتصور أن الجزائري بعد سنوات لاحقة سيستمر في عنائه ويضاعف سرعة لبلوغ نقطة “صناعة الخبز" حتى لا يبيت جوعا مثل “خالتي عايشة" التي لا تتوقف عن نشر لباسها الرث في منزل غني بالثقوب تتسرب إليها مياه الأمطار على مرأى من عيون السلطات المحلية والولائية والسياسية والاجتماعية.. من يعيد قراءة “الخبزة" يتأكد أن علولة لم يكن مسرحيا مغامرا، يفتح إشرعته للرياح ولا يهتم اتجاهها، ولم يكن أيضا ولا رجلا مكتفيا بالوقوف على الخشبة ليشاهده الناس، يحصد هباتا من التصفيق، ليطير بها عاليا في أحلامه المزيفة.. كما يحدث لدى الكثير من “قامات" المسرح الدونكيشوتيين.