أعادت فرقة “مثلث الحياة" التابعة للحماية المدنية، مسرحية “الخبزة" للراحل عبد القادر علولة، على خشبة مسرح الموجة في مقره الجديد، بصلاموندر، وذلك على هامش فعاليات مهرجان مسرح الهواة، الذي تتواصل المنافسة بين مشاركيه إلى غاية الثالث من سبتمبر. أشرفت فتيحة وراد، على إخراج مسرحية “الخبزة" لفرقة الحماية المدنية، وقد سعت إلى إعطاء النص نفسا متجددا من خلال اجتهادات الممثلين، الذين حقق بعضهم قدرة على تقمص شخصيات العمل المسرحي لعلولة، فيما اكتفى البعض الآخر بترديد مقاطعه دون تفاعل تام من روح النص الضارب في واقع الجزائريين، وسعيهم الحثيث وراء خبزة أو لقمة العيش. تميز العرض بإنجاز سينوغرافي مميز، شكل الفضاء الذي تحرك فيه “عمي علي" وزوجته الصابرة “خالتي عايشة" وكل إهل الحي العتيق في المقهى أو السوق أو أمام البنك. حيث استعانت وراد بلوحات خشبية متحركة، كتب عليها باللون البني كلمة “الخبزة"، تتشكل هذه الألواح في كل مرة لتبني فضاء جديدا، مرة تصبح جدران زقاق الحي العتيق، ومرة تفتح نوافذ وأبواب محل عمي علي الكاتب العمومي، الذي عجز عن توفير لقمته منذ فترة، فيبيت جائعا يحلم بتوفر المال وتحسين حال زوجته المتعبة. وقد أظهر عناصر الحماية المدنية، سرعة في الإنجاز والانضباط في تحويل الديكور من لوحة إلى لوحة مختلفة، ما جعل الجمهور لا ينزعج بتاتا من فترات التغير الخاطفة. إلا أن استعانة وراد بمجموعة فتيات بأزياء مختلفة، حاملات للدف أو الطار، يشكلن حلقة يرددن فيها مجريات القصة، لم يكن ظهورهن من حين إلى آخر موفقا، خاصة وأنهن كن يفتقدن للصوت الجهوري، والحضور الملفت أو التحكم في إيقاع آلتهن. وقد كان ممكنا الاستغناء عنهن بسهولة، دون الإخلال بتوازن النص. من جهة أخرى، وفق الممثلون في تجسيد مشاهد الحياة اليومية في المقهى، إذ أحسن رجال المطافئ حفظ النص وتمثيله، تفاعل معهم الحضور بقوة، خاصة في المقاطع الساخرة التي كتبه علولة، حينما كان “عمي علي" يجوب الأماكن العمومية، يسجل معاناة الشعب، ورحلة البحث على “الخبزة". جدير بالذكر، أن الممثل سيد علي شاوش، الذي أوكلت إليه مهمة تمثيل “عمي علي" أبدى قدرة على تحمل المهمة الملقاة على عاتقه، إذ بدا جليا أن كل العمل قائم عليه وحده.