دق مختصون وناشطون بجمعية تيديس الثقافية ببلدية بني حميدان بقسنطينة، ناقوس الخطر وطالبوا السلطات المحلية وكذا السلطات الولائية بضرورة بذل جهود كافية لحماية الآثار التاريخية المتواجدة بالمنطقة والتي يزيد عددها عن 12 موقعا أثريا يعود تاريخ البعض منها إلى عصر الإنسان الحجري، الأمر الذي جعلها عرضة للتلف والاندثار سيما مع الإهمال الذي تعرفه هذه الكنوز.. ورغم القيمة التاريخية الثمينة والكبيرة للآثار المتواجدة بالمنطقة الأثرية تيديس إلا أن هناك تقصيرا واضحا للعيان فيما يخص تأهيل المنطقة والحفاظ عليها من التخريب والنهب خاصة وأنها تعتبر مدينة أثرية على الهواء الطلق فيما أن النسبة الأكبر منها لازالت تحت الأرض وهي التي يطالب مختصون بعدم التنقيب عنها وتركها بعيدا عن أعين وأيدي المخربين مادامت الجهات المسؤولة غير قادرة على منحها مكانتها اللائقة أو حتى حمايتها. وندد الكثير من الناشطين والمختصين ودارسي التاريخ بالتقصير الجلي في حق هذه المعالم الأثرية التي تعتبر إرثا تاريخيا وحضاريا جماعيا لا يمكن غض النظر عنه لما لها من فضل كبير في تعزيز القطاع السياحي على مستوى عاصمة الشرق المشهورة بهويتها الثقافية والتاريخية المنفردة وطنيا لاسيما أن بلدية بني حميدان تحتضن منطقة تيديس الأثرية التي تعود جذورها إلى العصر الروماني، والتي تستقطب عددا كبيرا من الزوار المحليين والأجانب المهتمين بالتمعن في تاريخ الحضارات السابقة. وكانت تيديس في عهد الوالي السابق قد استفادت من مشروع تهيئة ونسجت حينها المشاريع حول نفض الغبار عن المنطقة الأثرية وإحيائها وإعادة الاعتبار لها عبر إقامة مهرجان وطني مستقبلا لكن الحال بقي ساكنا ولم تنفع الملايير المقدمة في تغيير شيء من واقع المنطقة المنسية وما يثير التساؤل هو تجاهل السلطات لمنطقة تيديس الأثرية أن مثيلتها في سطيف وباتنة مثلا تجد كل الاهتمام والرعاية بل وتحتضن مهرجانات مختلفة منحتها بعدا عربيا وعالميا وزادت من اهتمام المسؤولين بها ورعاية القائمين على وزارة الثقافة. وكانت جمعية تيديس الأثرية قد قامت قبل سنوات بافتكاك مشروع تهيئة المنطقة بعد نشاطات واجتهادات عديدة، لكن الأمر لم يخرج عن نطاق ذر الرماد في العيون على اعتبار أن الواقع يقول إن تيديس بحاجة لمشروع ضخم جدا يضاهي مكانتها وقيمتها التاريخية والجمالية وليس لبضع مليارات يستهلك أغلبها في التمهيد وتحضير الأرضيات بعيدا عن إعادة الاعتبار الحقيقي. هذا، وتتربع منطقة تيديس الأثرية على 41 هكتارا وهو ما يعني أنها كتاب كبير لتاريخ مفتوح على الهواء الطلق، من شأنه أن يمنح الباحثين وعشاق التاريخ تفاصيل كثيرة عن الحقب التاريخية التي شهدتها المنطقة والجزائر عموما، بحيث تعاقبت عليها عدة حضارات وعصور انطلاقا من عصر ما قبل التاريخ مرورا بالحضارات البونيقية الرومانية البيزنطية وصولا للحضارة الإسلامية.