شهد، نهاية الأسبوع الماضي، عدد من عواصم الدول العربية احتجاجات عنيفة، قام بها محتجون غاضبون ضد مقار البعثات الدبلوماسية الأمريكية، كرد فعل على الفيلم المسيء للرسول محمد ص والإسلام، وحدث ذلك تزامنا مع أنباء أشارت إلى تحليق مكثف لطائرات من دون طيار أمريكية فوق أجواء مدينة بنغازي التي عادت إليها حركة الملاحة الجوية بعد إيقافها لساعات لأسباب، قالت عنها، السلطات الليبية أنها “أمنية"، وذلك بعد أيام قليلة من هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في هذه المدينة، وأدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا جي كرستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. شهد عدد من عواصم الدول العربية، خلال الثلاثة أيام الأخيرة، احتجاجات عنيفة، قام بها محتجون غاضبون ضد مقار البعثات الدبلوماسية الأمريكية أساسا، كرد فعل على الفيلم المسيء للرسول محمد ص والإسلام، وحدث ذلك تزامنا مع أنباء أشارت إلى تحليق مكثف لطائرات من دون طيار أمريكية فوق أجواء مدينة بنغازي التي عادت إليها حركة الملاحة الجوية بعد إيقافها لساعات لأسباب، قالت عنها، السلطات الليبية أنها “أمنية"، وذلك بعد أيام قليلة من هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في هذه المدينة، وأدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا جي كرستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وشهدت أربع عواصم عربية هي الخرطوم والقاهرة وصنعاء وتونس، فضلا عن مدينة طرابلس بلبنان أعنف هذه المواجهات، حيث تشير بعض الأنباء إلى مقتل عدد من المتظاهرين، أمس الجمعة، من محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة السودانية بعد دهسهم من جانب إحدى عربات الشرطة، وذلك فضلا عن وفاة متظاهر آخر في مدينة طرابلس اللبنانية التي شهدت بدورها تظاهرات إحتجاجا على الفيلم المسيء للرسول محمد ص وللإسلام تم انتاجه على الأراضي الأمريكية. ولم يكتف المتظاهرون في الخرطوم بتنظيم مظاهرة عارمة نحو مقر السفارة الأمريكية التي واجهتها الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع، ولكنهم اقتحموا، أمس الجمعة أيضا، مقري سفارتي بريطانيا وألمانيا وقاموا بإضرام النار أمام هذه الأخيرة، في حين أعلنت برلين أن جميع موظفيها العاملين بالسفارة الألمانية بالخرطوم سالمون. وقد استدعت السلطات السودانية، أمس الجمعة، القائم بالأعمال الأمريكي لديها، وأبلغته احتجاجها على الفيلم الذي تم إنتاجه على الأراضي الأمريكية، وشهد محيط السفارة الأمريكية في العاصمة التونسية اشتباكات عنيفة أيضا، عشية أمس الجمعة، بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن التونسية التي استعملت الغازات المسيلة للدموع، وقد تمكن بعض المتظاهرين من تخطي أسوار السفارة، حيث قاموا بإنزال العلم الأمريكي ووضعوا مكانه علم التوحيد الذي يحمل عبارة “لا إله إلا الله.. محمد رسول الله". وقد تدخلت قوات الشرطة، من بينها عناصر الخيالة، بقوة لتفريق المتظاهرين، كما لوحظ انتشار لعدد من عناصر الجيش التونسي في محاولة للسيطرة على الوضع، علما أن محيط السفارة الأمريكية في تونس كان قد شهد الأربعاء الماضي مظاهرة كبيرة احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول ص وللإسلام. واشتبكت قوات الأمن اليمنية مرة أخرى، أمس الجمعة، مع متظاهرين يمنيين غاضبين اتجهوا صوب السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء، حيث استعملت قوات الأمن اليمنية الغازات المسيلة للدموع ضد المحتجين، وذلك في أعقاب أحداث مماثلة تقريبا اندلعت، أول أمس الخميس، في محيط السفارة المشار إليها وأدت إلى مقتل أربعة يمنيين بعدما حاول المتظاهرون اقتحام مقر البعثة الديبلوماسية الأمريكية في صنعاء، حيث تسلقوا بالفعل أبواب السفارة قبل أن تتمكن قوات الأمن اليمنية من تفريقهم. وتجددت الإشتباكات، أمس الجمعة أيضا، بين قوات الشرطة المصرية وبين متظاهرين غاضبين حاولوا الوصول إلى مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة الواقع في شارع “ڤاردن سيتي" على مقربة من ميدان التحرير. واستعملت قوات الشرطة المصرية الغازات المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين وسط معلومات أخرى تشير إلى استعمال الخراطيش، كما سجل إصابة 230 شخص في المواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين، منذ مساء الثلاثاء الماضي، عندما تمكن محتجون غاضبون مصريون، منهم سلفيون وعناصر “آلتراس" مناصرون للزمالك والأهلي، من اقتحام مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، حيث تمكن أحدهم من إنزال العلم الأمريكي، ومن ثم حرقه، ووضع مكانه راية أخرى مكتوب عليها عبارة التوحيد، وجرى في خضم هذه الأحداث أيضا حبس 31 من بين المتظاهرين الذين اُعتقلوا في الاحتجاجات، على ذمة التحقيق، كما لجأت قوات الأمن المصرية إلى بناء سور إسمنتي على طول الشارع المؤدي إلى السفارة منعا لوصول المتظاهرين إليها. كما لجأ متظاهرون ضد الفيلم المسيىء للرسول محمد ص وللإسلام في مدينة طرابلس بلبنان، أمس الجمعة، إلى مهاجمة محلات للإطعام السريع، مع تسجيل سقوط قتيل واحد في هذه الاحتجاجات وفق ما ذكرته بعض الأنباء، أما في إيران فقد خرج المتظاهرون في طهران وفي مدن إيرانية أخرى في مظاهرات أخرى تنديدا بالفيلم، عقب صلاة الجمعة أمس، حيث أطلقوا هتافات معادية للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفق ما ذكرته وكالة مهر للأنباء الإيرانية. وعموما فقد عمت إحتجاجات وتظاهرات في محيط مقرات البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى شملت وفق المعلومات الواردة، كلا من السعودية والكويت وبنغلاديش والفليبين وماليزيا، كما حاول عدد من المتظاهرين الفلسطينيين الوصول إلى مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية في القدسالغربية لكن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من ذلك، حيث سجل سقوط جرحى في صفوف عناصرها، فضلا عن جرحى آخرين وسط الصحفيين المكلفين بتغطية هذه المظاهرات. وقد أوفدت السلطات الأمريكية فريقا من المارينز إلى العاصمة اليمنية صنعاء لتعزيز حماية البعثات الدبلوماسية في اليمن، وكانت واشنطن قد أرسلت 50 عنصرا أيضا من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للبحرية الأمريكية إلى ليبيا عقب مقتل السفير الأمريكي جي كرستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم تم تنفيذه، مساء الثلاثاء الماضي، على القنصلية الأمريكية في بنغازي. وبالإضافة إلى هذه القوات الأمريكية التي تم إيفادها إلى كل من ليبيا واليمن، أشارت أنباء أخرى إلى إعطاء الأمر لمدمرتين أمريكيتين اثنتين بالتوجه نحو السواحل الليبية كإجراء احترازي وذلك تزامنا مع تحليق مكثف لطائرات أمريكية من دون طيار في سماء بنغازي. وعلى صعيد مواقف عدد من المراجع الدينية في العالم العربي، طالب مفتي مصر من الأممالمتحدة تفعيل اتفاقية دولية لتجريم التطاول على الأديان، في حين طالب يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن يرتقي المسلمون بطرق احتجاجهم، معبرا عن رفضه لقتل الدبلوماسيين ورفضه مهاجمة مقار البعثات الدبلوماسية.