يعد ملف الأسواق الفوضوية من أعقد القضايا التي وجدت السلطات المحلية بقسنطينة صعوبة كبيرة في التعامل معها، رغم التدابير التي اتخذتها لصالح أزيد من 3 آلاف تاجر فوضوي رفض غالبيتهم العمل في الأسواق النظامية التي تم توجيههم إليها لأسباب متعددة، يأتي على رأسها عدم توفر الشروط المناسبة لممارسة التجارة، غياب الأمن وبُعد المكان عن التجمعات السكنية، وهي الذرائع التي جعلت المئات منهم يعودون إلى ممارسة نشاطهم بطريقة فوضوية في ظاهرة جديدة قديمة تغيب لأيام ثم تعود لتسجل حضورها بمختلف أحياء الولاية... وخير مثال ببلدية قسنطينة نجده بحي الدقسي العلوي الذي تمت إزالته عدة مرات، غير أن النشاط يعود للمنطقة التي تقع في محيط مقر الولاية الجديد بعد أيام قليلة من مغادرة التجار لها وكذلك الحال بالنسبة لحي واد الحد الشعبي، طريق بن شرقي، المنية، حي البير وغيرها من الأسواق الفوضوية التي تحصّل التجار بها على تراخيص من البلدية لممارسة نشاطهم في أسواق منتظمة تم تجهيزها لممارسة التجارة بطريقة عصرية، غير أن المستفيدين منها رفضوا الانتقال إليها لأنها لا تذر ربحا كذلك الذي يحصلون عليه من عملهم بالأسواق الفوضوية. رئيس بلدية قسنطينة عبد الحميد شيبان وفي تعليقه على الظاهرة قال بأن جميع ما تم طلبه من البلدية تم توفيره من أجل القضاء على التجارة الفوضوية خاصة بقلب المدينة، غير أن عدم قبول التجار بما تم توفيره لهم جعل التجارة بالولاية تتخبط في مشكل الفوضى في ظاهرة لن تجد طريقها إلى الحل إلا في حالتين أولاهما استعمال القوة لمنع التجار من مزاولة نشاطهم أو قبولهم بالعمل داخل المساحات التي وجهوا إليها. أما عن قرار وزارة التجارة الأخير الذي دعا التجار الفوضويين إلى التوجه للمصالح البلدية من أجل التكفل بمشكلهم، قال ذات المتحدث إن هذا الأمر تم تطبيقه منذ مدة بقسنطينة، وأن التجار هم من رفضوا العمل وطالبوا بأماكن أخرى تكون بالقرب من التجمعات السكنية وقريبة من قلب المدينة، الأمر الذي لا يمكن الاستجابة له، وأوضح في ذات السياق أن مصالح بلديته مفتوحة أمام كل من يريد الاقتراب منها. من جهته، ذكر مصدر من مديرية التجارة بالولاية أن تأخر المصالح المختصة في إزالة ما تبقى من أسواق فوضوية خاصة تلك التي توجد بحي الدقسي العلوي يعود لانشغال السلطات المحلية والجهات الأمنية في الأيام الماضية بتأمين عملية الترحيل التي مست أزيد من 1400 عائلة بحي فج الريح، وأن إزالة هذه الأسواق ستكون في خضم الأيام القليلة القادمة.