احتج أمس، سكان قرية رجاونة التابعة إداريا لبلدية تيزي وزو بغلق الطريق المؤدي إلى قريتهم ومستشفى “سوناطوريوم" تنديدا بتأخر المسؤولين في تجسيد مطلبهم المتمثل في تعبيد الطريق المؤدي إلى قرية “ثاشث" الواقعة على بعد 6 كلم شمال عاصمة جرجرة. حيث قام المحتجون في فترات مبكرة من الصباح على غلق الطريق بالمتاريس وشلوا حركة المرور، حيث لم يتمكن المئات من عائلات المرضى المتواجدين بمستشفى “سوناطوريوم" من المرور للزيارة، ولم يسمح المحتجون بالمرور إلا لسيارات الإسعاف التي نقلت المرضى في حالات استعجالية، وخلقت هذه الحركة الاحتجاجية فوضى عارمة من المركبات والمواطنين على مستوى الطريق المؤدي إلى رجاونة حيث وصل طابور الازدحام إلى غاية المدينة العليا بمدينة تيزي وزو. وخلال طرحهم للمشكل الذين يتخبطون فيه، أكد المحتجون أن قرية ثاشث بمنطقة رجاونة استفادت منذ سنوات من مشروع لشق الطريق، وكشفوا عن أن هذا الطريق لم يتم تعبيده ويشهد وضعية “كارثية" بسبب كثرة المجاري المائية والأوحال خلال تساقط الأمطار في فصل الحر، ناهيك عن تعرضه في العديد من النقاط لعملية الانجراف وافتقاده لمجاري مائية لصرف مياه الأمطار -حسبهم- حيث أصبح يستحيل استخدام هذا الطريق. وكشف المحتجون أنهم سبق وأن نظموا حركة احتجاجية العام الماضي وطالبوا رئيس البلدية ورئيس الدائرة بضرورة التدخل لتعبيد هذا الطريق، وقاموا بغلق الطريق والاعتصام أمام مقري البلدية والولاية، وصرحوا أن الضغوطات التي مارسوها دفعت برئيسي الدائرة والبلدية للتنقل إلى القرية وعاينا الوضعية “حيث قدموا لنا وعودا بالتكفل الكلي بالطريق وتهيئته وتعبيده في أقرب الآجال"، حسب تعبير أحد أعضاء لجنة القرية. لكنه تأسف بعد مرور سنة كاملة عن الوعود دون تسجيل أي تدخل “لقد تبخرت الوعود، ووضعية الطريق أصبحت أكثر تعقيدا والقاطنون يعانون كثيرا في استخدامه". وأبدى المحتجون استياءهم وقلقهم الشديدين من وضعية هذا الطريق لاسيما وأن الأمطار على الأبواب، حيث كشفوا أن الأمطار الأخيرة التي تساقطت الأسبوع المنصرم بالمنطقة حولت هذا الطريق إلى أوحال ومستنقعات منتشرة على طوله وعرضه. هذا، وقد فتح المحتجون النار على رئيس بلدية تيزي وزو نقيم القلي، ووجهوا له جملة من التهم على غرار تقديم الوعود الكاذبة والتهرب من المسؤولية و«ممارسة سياسية الازدواجية" بتخصيص برامج البلدية للتنمية لقرى البلدية وممارسة التهميش والإقصاء على منطقة رجاونة، كما دعوه إلى تحمل كامل مسؤولية الوعود التي قدمها لهم، وهددوا برفع لهجة الاحتجاج الأسبوع المقبل في حالة التماطل في تجسيد مطلبهم. ولم يفلح النائب البرلماني في حزب الأرندي الطيب مقدم من جملة الانتقادات، حيث اتهمه المحتجون بخيانة وعوده التي قدمها للسكان خلال كل حملاته الانتخابية في تسوية طريق قرية ثاشث باعتباره يقطن بذات القرية وحاليا استفاد من العهدة الثالثة في المجلس الشعبي الوطني.