وأخيرا أميط اللثام عن موضوع التحرش الجنسي وبدأت أخباره تتصدر عناوين الصحف بعد أن فاحت روائحه الكريهة التي ظلت لسنوات حبيسة بسبب ما يسمى بالخوف من الفضيحة. في الأسبوع الماضي برزت قضية مدير قناة الأمازيغية الذي أدانته المحكمة بسبب ما قام به في حق عاملات بالتلفزيون والآن تقفز قضية أخرى للسطح تتعلق بإطارات ومسؤولين كبار في قطاع الرياضة متهمون في قضايا التحرش. لماذا يا ترى بقي هذا الموضوع في خانة السرية والمسكوت عنه، في حين أن قضايا الشرف الأخرى مثل زنا المحارم والاغتصاب وحتى مراودة الأطفال الصغار قطعت شوطا مهما في المحاكم ولم يسكت الضحايا عن حقهم مثلما تسكت المرأة التي يتحرش بها زميلها أو مديرها في العمل؟ هل الخوف يجعل المرأة “نعجة" أم أن القانون أيضا لم يكن منصفا في هذا وجعل المُتحرِّش تحت طائل عقوبة لا تتعدى العامين إذا ثبت ذلك طبعا. كلنا نعرف أن التحرش الجنسي موجود وهو في تصاعد وتزايد بدءا من الحافلة التي تحوي المنحرفين والمتعطشين إلى المكاتب المغلقة التي يكون فيها الإطارات والمدراء وغيرهم من الواصلين الذين يستعملون كل نفوذهم حتى لا تفوح روائح أفعالهم المشينة، لكن لماذا السكوت في هذا الموضوع بالذات؟ لماذا مازال النفوذ هو المتحكم في الأمر، في حين تصبح الضحية مجرد كاذبة ومدعية بغير حق؟ لماذا لا يُشدّد القانون و تسلط عقوبات قاسية على من تسوّل له نفسه التحرش بامرأة لمجرد أنه يتعسف عليها بسلطته؟ الروائح النتنة بدأت بالظهور والمستقبل حتما سوف يكشف المستور وبعد أن تخرج الفضائح للعلن أكيد سنفهم لماذا بقي التحرش في خانة المسكوت عنه ولماذا أيضا هذا التساهل من طرف القانون.