فتحت مصالح أمن تيزي وزو تحقيقا معمقا في حادثة اختفاء مدير إكمالية ببلدية ماكودة في ظروف غامضة. واستنادا لمصدر أمني مطلع، فإن الحادثة تعود إلى 16 أكتوبر عندما غادر المدير المؤسسة التربوية التي يزاول عمله فيها ببلدية ماكودة الواقعة على بعد 28 كلم شمال الولاية، وكان على متن مركبته متجها إلى مدينة تيزي وزو، ومنذ ذلك اليوم لم يظهر له أي خبر واختفى عن الأنظار، حيث لم تتلق عائلته أي جديد عنه منذ يوم اختفائه. وكشف مصدرنا أن عائلة الضحية اتصلت به عدة مرات هاتفيا في يوم اختفائه لكنه لم يرد على كل الاتصالات الهاتفية قبل أن يتم غلق الهاتف نهائيا. وكشف مصدرنا، أن مركبة المدير تم العثور عليها في نفس اليوم على مستوى حافة الطريق الوطني رقم 72 الرابط بين تيزي وزو وتيقزيرت. وإلى حد كتابة هذه الأسطر تجهل مصالح الأمن وعائلة المدير إن كانت الحادثة عملية اختطاف أو اختفاء مرغوب. وتشير المعطيات المتوفرة لدينا إلى أن عائلة الضحية أكدت لمصالح الأمن أنه لا توجد أية مشكل عائليه من شأنها أن تدفع به إلى مغادرة المنزل، حيث لم تستبعد أن يكون قد تعرض لعملية اختطاف. وتواصل مصالح الأمن التحقيق بدقة في هذه الحادثة لاكتشاف ملابسات وخلفيات الاختفاء. من جهة مقابلة، لا يزال الغموض يكتنف قضية الشاب المختطف بأزفون المدعو “أغيلاس حجو" وهو ابن رجل أعمال وصاحب شركة للأشغال العمومية ينحدر من قرية آيث إيلول ببلدية أزفون، حيث لم تتلق عائلته أخبارا عنه منذ اختطافه يوم 19 من الشهر الجاري بالمكان المسمى “ملاثة" بمحاذاة مسكنه العائلي. وكشفت مصادر عائلية، أنه إلى غاية، زوال أمس، لم تتلق أي اتصال من طرف الجماعة المختطفة وتجهل مصير ووضعية الرهينة. وقد لقي، أمس، نداء العائلة وخلية الأزمة التي نصبت لمتابعة قضية الاختطاف استجابة واسعة من طرف المواطنين، حيث تم تنظيم قافلة كبيرة من المركبات شارك فيها أكثر من 150 سيارة والمئات من المواطنين الذين قدموا من مختلف البلديات الأربعة التابعة لدائرة أزفون وهي أقرو وأغريب وآث شافع وأزفون وكذا من بعض البلديات المجاورة على غرار بلديتي إفليسن وتيقزيرت، وانطلقت القافلة من منزل الرهينة بقرية آيث إيلول في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، وتم تعليق لائحات على المركبات كتب عليها “أطلقوا سراح أغيلاس" و«لا للاختطاف" و«أغيلاس يجب أن يقضي العيد مع عائلته"، حيث جابت القافلة العديد من الطرق الرئيسية بالمنطقة وتنقلت إلى أغلب قرى بلدية أزفون والبلديات المجاورة وخصوصا القرى الواقعة بمحاذاة الغابات والأحراش التي تعتبر أنها من ملاجئ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث استعمل المواطنون مكبرات الصوت، ووجهوا من خلالها نداء مباشرة للجماعة المختطفة يطالبونها بإطلاق سراح الشاب البالغ من العمر 19 الذي يعاني من مرض السكري بطريقة سلمية ودون دفع فدية وبعيدا عن استخدام كل أشكال العنف. وتعتبر هذه العملية الثانية التي يقوم بها عرش أزفون منذ تفجر الهبة الشعبية التضامنية بعد المسيرة الحاشدة التي تم تنظيمها منذ ثلاثة أيام بمدينة أزفون وإضراب تجار المنطقة عن العمل تضامنا مع عائلة الرهينة.