على خلفية حادثة الاختطاف التي طالت أحد أبناء منطقة أزفون، الواقعة على بعد 65 كلم عن مقر عاصمة ولاية تيزي وزو، نظم سكان هذه المنطقة صبيحة أمس مسيرة سلمية تضامنا مع عائلة الرهينة المختطف المدعو »حاجو غيلاس« البالغ من العمر 19 سنة وهو ابن مقاول معروف في المنطقة، حيث لم يظهر له أي أثر منذ الخميس الفارط. جاءت المسيرة الحاشدة التي انطلقت من مقر البلدية جابت كل شوارع المدينة باتجاه مقر الدائرة، بعد يومين من اختطاف الشاب »غيلاس« في ظروف غامضة، وهي المسيرة التي دعت إليها عائلة الرهينة وكذا سكان قرية »آيت أيلول« التي ينحدر منها الضحية، وقد طالب السكان من السلطات الأمنية وكذا السلطات المحلية ضرورة التحرك بسرعة ومواجهة الجماعة المختطفة بإطلاق سراحه وإرجاعه سالما إلى أهله. هذه الهبة التضامنية الكبيرة تعوّد عليها سكان منطقة القبائل القيام بها من أجل تحرير أبنائها الذين أصبحوا عرضة لمثل هذه العمليات والتي تستهدف خاصة رجال أعمال المنطقة والأثرياء مقابل تسديد مبالغ مالية لتحرير الرهائن المختطفين. وللإشارة فإن الشاب »غيلاس« حسب ما علمناه من مصادر مقربة من عائلته تم اختطافه يوم الخميس الفارط في حدود الساعة السادسة مساء عندما غادر مسكنه العائلي الكائن بقرية »ملاتا« بأزفون وكان على متن سياراته من نوع »بيجو« والتي عثر عليها يوم الجمعة الفارط بقرية شرفة بذات المنطقة. ويذكر أن ولاية تيزي وزو تشهد في السنوات الأخيرة سلسلة من الاختطافات التي طالت أثرياء المنطقة، إذ وصلت عدد حالات الاختطاف في الفترة بين 2005 إلى غاية 2012 إلى 78 حالة اختطاف. وتعيد هذه الحادثة اهتزّ لها سكان عرش أزفون قبل أيام قليلة من عيد الأضحى إلى الأذهان حادثة وقعت السنة الفارطة بعد أن استهدفت الجماعة المسلحة أحد أثرياء المنطقة ويتعلق الأمر بالمدعو »محند سليمان« الذي اغتيل من طرف الجماعة المختطفة عندما حاول الفرار رفقة ابن عمه الذي تعرض إلى إصابة. هذه الجماعة المسلحة وبفضل فرق الدرك الوطني تمّ توقيف عناصرها المتكونة من 14 عنصرا وسيمثلون أمام محكمة الجنايات اليوم بتهم عديدة منها تهمة الاختطاف. وعليه تحوّلت الاختطافات في منطقة القبائل إلى ظاهرة خطيرة كما أصبحت بمثابة آفة تترصد بسكان القبائل بعد أن أخذت المنطقة تسترجع أمنها واستقرارها.