نجح الكوميدي سفيان عطية في صنع أجواء سادها الفرح والضحك وسط الجمهور البجاوي الكبير الذي توافد إلى بهو دار الثقافة الطاوس عمروش ببجاية خلال عرضه ل “وان مان شو" الذي يحمل عنوان “مطيش ولد الحفناوي". وبدأ سفيان العرض بتقديم صورة عن التغيّر الكبير الذي طرأ على سلوكيات الأطفال في وقتنا الحالي مقارنة بالأطفال في السنوات السابقة، واصفا الجيل الحالي بالذكي والواعي وقادر على التحكم في التكنولوجيات رغم صغر سنه، وربط هذا التغيّر باختلاف طريقة العيش والتربية والإمكانيات. قبل أن يعري المسؤولين المحليين بولايته برج بوعريرج بسبب الوضع المتردي الذي يشهده قطاع التنمية، ولخص ذلك بسخرية وهزلية في كثرة الحفر وال “الدودانات" بالمدينة وما تخلفه من حوادث مرور وموتى “المسؤولين حوّلوا تسمية برج بوعريرج إلى برج بوحفيفر" بسبب كثرة الحفر، محمّلا المسؤولية لرئيس البلدية ونوابه، واتهمهم بالفشل في حل مشاكل مدينته والبحث عن تحقيق المصالح الشخصية “السرقة لدى المسؤولين تقنيات ودرجات وكل واحد باحترافيته وخبرته" مركزا على سلبية تفكيرهم في إيجاد حلول لأتفه المشاكل. وبعدها تنقل سفيان عطية إلى وصف نفسه أنه “جبري، كافي، بصح وليد برج بوعريريج الأصيل"، وصوّر قريته الجبلية والرحلة إلى المدينة، وبالضبط إلى “لابلاص" التي تعبّر عن التحضر والتمدن. وبعدها قدم سيرة ذاتية عن والده “الحفناوي" الذي وصفه بظاهرة تاريخية يجب التعريف بها، وقال إن والده تعوّد في حياته العيش بطريقة جانبية، حيث يمشي بجانبية وينظر بجانبية ويتكلم بجانبية، وقال إن الحفناوي يعرف بولايته أنه أكبر “قناص تقليدي" قبل أن يسيطر عليه “البيوضي" الذي قدم من الجلفة ويسقطه أمام الجمهور في ساحة عمومية بضربة قاضية وينتزع نجوميته ويقلل قيمته لكن الحفناوي أنقذ نسفه بحيلته قائلا “لقد أسقطني لأنه هو بعيد عني وأنا قريب منه". وواصل سفيان عطية عرضه المسرحي بتقديم صورة واقعية عن بعض الشباب الجزائري والتغيرات الطارئة في العيش وخصوصا الموجود بين الإناث والذكور في الكلام واللباس ووضع القلادات “بعد بضع سنوات سنرى جيلا يمشي دون سراويل... الله يستر"، ثم صور للجمهور بطريقة مضحكة الاختلاف الموجود بين الحب قديما وحديثا وطريقة معاكسة الشباب للبنات قديما وفي الوقت الحالي، ففي السابق كانت المعاكسات بريئة والشاب ينتظر أكثر من ثلاثة أشهر لرؤية عاشقته وما يتعرض له من مكروه في حالة اكتشاف أمره من أهل الفتاة. وأنهى سفيان عطية عرضه المسرحي بوضع مقارنة بين السينما الجزائرية والسينما الشرقية مجسدا فيلم الرسالة بطريقة شرقية التي “تسخن دماء المسلمين" والطريقة الجزائرية التي “تبهدل وتضحك" وهو إسقاط عن غياب الجدية والنوعية في الإنتاج السينمائي الجزائري مقارنة بالسينما الأجنبية. وما ميز هذا العرض المسرحي هو ارتجالية سفيان عطية الذي كان على اتصال مباشر مع الجمهور وخرج عن النص صانعا أجواء سادها الضحك والبهجة في طريقة استحسنها الجمهور كثيرا.