عاد بلخادم من الحج بعد أن غسل عظامه وترك ذنوبه ومعاصيه هناك ليعود جديدا مثل أن ولدته أمه ولكن يبدو أن الأفلان لن يتركه يتوب وهاهو يدخل في معاركه من جديد متناسيا حجه وتوبته. قال لهم بالأمس عليكم أن تحموا مقركم من أعدائنا مهما كلفكم الأمر ولكم أن تستعملوا ما شئتم من الطرق المهم لا يجب أن نخسر المعركة. نهق حماري معلقا على ذلك وقال.. هل كنت تظن أن بلخادم سيتوب توبة نصوح؟ قلت.. لا أدري ولكن أنا أعرف أن من يذهب للحج ويعود لا يدخل مباشرة في الحروب الطاحنة ولكن يأخذ نفسه على الأقل. قال ساخرا.. بلخادم تسوّس ولا يمكن أن يتوب عن السياسة حتى يموت. قلت.. أطماعه كثيرة هذا الرجل ولا يمكن أن تعرف في ماذا يفكر أو ماذا ينوي أن يفعل؟ قال حماري وهو يرسم بسمة ماكرة على شفتيه.. يريد أن يكون رئيسا وفقط، صدقني لو أتيحت له الفرصة سيصبح وديعا مثل الحمل. قلت متعجبا.. وهل يمكن أن تتاح له مثل هذه الفرصة؟ قال بمكر.. كل شيء ممكن يا عزيزي وما تراه اليوم مستحيلا قد تراه غدا أمرا عاديا. قلت.. الطمع دائما يرادف الطموح ولا أدري لماذا رجال السياسة ينفردون بهذه الصفة؟ قال.. جميل أن يطمح الإنسان وجميل أيضا أن يطمع بأن يكون شخصا مهما في الحياة ولكن طريقة بلخادم في البلطجة السياسية أصبحت لا تطاق وها أنت ترى كيف كانت تصريحاته مباشرة بعد العودة من الحج. قلت.. ربما هو لا يعرف سوى هذه الطريقة؟ قال ناهقا.. وربما هذه المهمة المرسومة له وهو يمثل الدور فقط؟ قلت ضاحكا.. أفكارك تبقى غريبة أيها الحمار وفي بعض المرات أراها أغرب من تصرفات بلخادم نفسه؟ قال.. ربما أبدو لك كذلك ولكن أنا لست سياسيا ولا بلطجيا ولا أرتكب المعاصي وأذهب إلى الحج لغسل عظامي ثم أعود إليها من جديد.