قيل إن الخصام بين الإخوة الأعداء في حزب الأفلان وصل إلى البقاع المقدسة لدرجة أن الهادي خالدي رفض النزول في نفس خيمة بلخادم لأنه لا يريد أن يراه ولا حتى يسلم عليه، ودعى عليه بكل الدعوات التي يمكن أن “تسخطه" لأنه وقف في وجه استوزاره. نهق حماري نهيقا ساخرا وقال.. تفاهموا فالدار باش يتفاهموا عند البراني؟ قلت.. لكن الأرض التي كانوا فيها أرضا مقدسة وكان يجب عليهم التسامح. قال ضاحكا.. وهل من يشتغل في السياسة يعرف السماح أو يمكن أن يخطر على باله؟ قلت.. خلافهم أعمق من ذلك. قال.. نعم، حزبهم فيه القيل والقال وكل منهم يريد أن يطيح بصاحبه حتى يخدم مصالحه الخاصة ومصالح جماعته ولكن يبدو أن بلخادم يريد أن يستأثر بكل شيء لنفسه عن طريق قطع كل الدروب. قلت.. والنهاية كيف ستكون؟ قال.. الساحة مفتوحة وسننتظر ماذا سيحصل بعدها، وربما ستصدق دعوات الخالدي المظلوم وتنزل الصاعقة على رأس بلخادم. قلت ضاحكا.. وربما ستنزل أيضا على رأس الهادي خالدي، وهل تظن أن بلخادم سوف يستثنيه من الدعاء؟ قال ناهقا.. يبدو أن الحج أصبح لتصفية الحسابات وليس للعبادة، يذهبون يغسلون عظامهم من الأشياء التي يفعلونها طول السنة ويدعون على بعضهم البعض هناك ثم يعودون لممارسة السياسة من جديد وفي العام القادم أيضا سيكون نفس الأمر. قلت.. يطلبون الدنيا والآخرة في نفس الوقت؟ قال ضاحكا.. ومتى كانت السياسة تسمح بالتوبة عن معاصيها؟ قلت.. ربما هم يفكرون كذلك ويظنون أن السياسة لعبة فقط وما في القلب في القلب؟ قال.. السياسة هي التسوّس ولا يمكن أن تجعلك تهنأ بحياتك بعيدا عن الدسائس والبغضاء إلا إذا طلقتها بالثلاث وهذا ما لا يمكن أن يفعله لا بلخادم ولا غريمه أيضا.