لقيت طلفة تبلغ من العمر ثلاثةسنوات، ليلة أول، حتفها تحت الأنقاض بعد انهيار صخور وانجراف للتربة بحي محمد مهني المعروف لدى الأوساط الشعبية بالجايس، الواقع بالزغارة، بلدية بولوغين، بالعاصمة، فيما تمكن والد المتوفية من إنقاذ ميليسا وأميرة شقيقتي ماريا التي فارقت الحياة مباشرة بعد الانهيار. هي مأساة تتكرر كل بداية شتاء أو تساقط غزير للأمطار السلطات المحلية تعلم كل شيء عن الوضعية المزرية للعائلات المهددة بخطر الانهيار في أي لحظة، لكن لا حياة لمن تنادي. حسب رواية الجيران، فإن الحادثة وقعت في حدود منتصف الليل و30 دقيقة من ليلة أول أمس حين عصفت رياح عاتية مصحوبة بأمطار غزيرة تسببت في انهيار الجبل الذي يعلو البيت القصديري للعائلة، انهيار شاءت الأقدار أن يقع مباشرة على غرفة البنات دون أن يمس بغرفة الأبوين والنتيجة وفاة الطلفة ماريا في الانهيار، ولولا تدخل الوالد وإسراعه في نبش التراب وإزالة الحجارة لكان مصير أميرة وميليسا نفس مصير أختهما، حيث تمكن في آخر لحظة من إخراجهما من تحت التراب وإنقاذهما من خطر الموت المحقق. الوالد ينبش التراب ويبكي ويقول “بناتي ما يموتوش" الكارثة التي وقعت للعائلة لم يكتشفها الجيران إلا بعد أن قام الوالد بنقل الفتاتين إلى أحد الجيران، حيث برروا عدم سماع أي شيء جراء الرياح العاتية وقوة التساقط التي حالت دون تقديم يد المساعدة للعائلة المنكوبة المتكونة من 5 أفراد. عبد الكريم أحد الجيران أكد لنا أن الوالد، ومن شدة وقع الصدمة، أسرع لنبش التراب وإزالة الحجارة وهو يبكي ويصرخ “بناتي ما يموتوش" عبارة أثرت في كل سكان الحي الذي اهتز لوقع الحادثة، في حين ارتسمت عبارات الغضب على وجههم بسبب تقصير السلطات العمومية في إيجاد حل لحالتهم المزرية. رئيس البلدية اكتفى بالاتصال عن طريق نائبه أحد الجيران أكد في لقاء مع “الجزائر نيوز" عدم حضور أي مسؤول إلى مكان الحادثة، لا الوالي المنتدب، لا رئيس بلدية بولوغين ولا حتى رئيس البلدية أو أحد من نوابه، والأمر لم يتوقف عند المسؤولين بل حتى رؤساء الأحزاب ومداومتهم التي انتشرت كالفطر لم تكلف نفسها عناء التنقل وتعزية العائلة والتخفيف من همّها. وحسب أحد الجيران، فإن نائب البلدية اتصل به بطلب من رئيس البلدية الذي بحث عن اسم الفتاة المتوفاة ولقبها. أميرة وميليسا في مستشفى بني مسوس علمت “الجزائر نيوز" من الجيران أن أميرة وميليسا تم نقلهما إلى مستشفى بني مسوس لمتابعة حالتيهما، في حين أن أميرة ذات ال 14 ربيعا تعاني من عدة كدمات على الوجه بسبب الانهيار الذي أصابها مباشرة في عدة أنحاء علوية من الجسم، في حين أن جثة الطفلة الصغيرة ماريا تم نقلها إلى مصلحة تشريح الجثث لمعرفة أسباب الوفاة. إنهيارات البيوت القصديرية بدأت فيفري الماضي إنهيار المنازل المبنية على منطقة وعرة ليست وليدة اليوم، فحسب سكان “الجاييس" فإنها تعود إلى العديد من التصدعات التي طالت السكنات في السنوات الأخيرة قبل أن تتسبب الأمطار في انهيارات صخرية أدت إلى سقوط عدد كبير من السكنات ما دفع بالسلطات المحلية إلى إحصاء السكنات الهشة سنة 2007، لكن لم تتحرك السلطات إلا بعد انهيار حوالي 4 سكنات شهر فيفري الفارط، حيث قامت بنقل العائلات الأربعة إلى شاليهات الرغاية في انتظار إعادة ترحيلها، لكن إلى يومنا هذا لا حديث عن ترحيل قريب. السكان ناشدوا السلطات العليا في البلاد بضرورة التدخل العاجل وإنقاذهم من خطر الموت الذي يهددهم في كل لحظة.