سكان 9 بلديات مهددون بالموت تحت أنقاض الأتربة والصخور بعدما كانت أزمة السكن السبب المباشر في الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة خلال الأشهر القليلة الماضية، أصبح مشكل انزلاق التربة السبب الرئيسي في التصعيد وخروج مئات العائلات إلى الشارع للتنديد بصمت مسؤوليهم إزاء الوضع الذي شرد عشرات العائلات، خاصة مع الاضطرابات الجوية الأخيرة التي عاشتها العاصمة. أصبح مشكل انزلاق التربة الشغل الشاغل للعديد من المواطنين، خاصة القاطنين بالبلديات التي صنفت ضمن المناطق الخطيرة المعرضة للانزلاق، ويتعلق الأمر ببلدية واد قريش، باب الوادي، بولوغين، رايس حميدو، عين البنيان، بني مسوس، بوزريعة، الأبيار، باعتبارها المناطق الأكثر عرضة للانجرافات بسبب نوعية أرضيتها، وهو ما أثبتته الإضطرابات الجوية الأخيرة التي تسببت في انهيار عشرات السكنات ووفاة بعض الأشخاص، فضلا عن إصابة البعض منهم بجروح بليغة ألزمتهم المستشفى، ما شجع العائلات المتضررة على الخروج إلى الشارع وإحداث فوضى بالرشق بالحجارة من أعالي المرتفعات وكسر السيارات وحافلات النقل، تعبيرا عن غضبهم من سياسة التجاهل.. وفاة أم وابنها تشعل فتيل الاحتجاجات اهتز سكان بلدية بوزريعة، خاصة القاطنين بحي باسكال المحاذي لواد العوينة، على وقع حادثة انزلاق مرتفع جبلي أودى بحياة شخصين وإصابة الأب البالغ من العمر 35 سنة بجروح بليغة ألزمته المستشفى، هو ما أثر في السكان وجعلهم يقفون عند المشكل بالتوجه إلى مسؤوليهم، وعلى رأسهم رئيس المجلي الشعبي البلدي، للتدخل وانتشالهم من خطر انجراف التربة، إلا أنهم لم يسجلوا أي بوادر لانتشالهم من الخطر، فأقدموا على الاحتجاج أمام مقر الدائرة الإدارية تعبيرا عن رفضهم لتماطل السلطات المحلية.. الحادثة الأخيرة التي وقعت بحي باسكال أعادت حسابات السكان، خاصة القاطنين بالمرتفعات الجبلية، وجعلتهم يخرجون للشارع ويستنجدون بمسؤوليهم الذين وجهوهم كأول خطوة إلى إحدى الابتدائيات في انتظار إيجاد الحل لهم ، خاصة أن رئيس البلدية كان قد أكد خلال زيارته لموقع الحادث على التكفل بهم قرببا، إلا أنهم لازالوا يتواجدون بالمكان، ما أجبرهم على الخروج إلى الشارع والاعتصام أمام مقر الدائرة الإدارية للتأكيد على مطلب التوجيه إلى الأرضية المذكورة سابقا. وأشار هؤلاء إلى الشكاوي التي وجهوها إلى الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لبوزريعة، قصد النظر في وضعيتهم، إلا أنه كان دائما يرفض استقبالهم بحجة عدم امتلاكه الحل لمعضلتهم، ما اعتبره السكان استخفافا بهم، وهو الموقف الذي واجههم عندما توجهوا إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي لم يبال -على حد قولهم - بسكان الأحياء الفوضوية الذين لم يشهدوا أي عملية ترحيل رغم المراسلات التي وجهوها وبقيت حبيسة الأدراج. والأغرب في هذا عندما يتعلق الأمر بأحياء تقع في مرتفعات وتقطن على حافة الأودية، ما يعني التعجيل بترحيلهم النهائي.. انجراف التربة يتسبب في اشتباكات بين سكان جبل كوكو وعناصر الشرطة أدى مشكل انجراف تربة جبل كوكو بحي تريولي، في اندلاع اشتباكات عنيفة بين العائلات القاطنة بالجبل وعناصر الشرطة، تنديدا منهم بتجاهل مسؤوليهم وعلى رأسهم رئيس المجلس الشعبي البلدي للخطر المتربص بهم في مكان أضحى عرضة للانهيار، ورغم ذلك لم يسجلوا أي تدخل لانتشالهم من خطر التساقط اليومي للصخورالتي وصلت حد الطريق الرئيسي، ما استدعى تدخل عناصر الشرطة لإزالتها وإنقاذ حياة المارة وأصحاب السيارات. شهد طريق تريولي، خلال الأيام الماضية، فوضى عارمة شنها القاطنين بالمرتفع الجبلي كوكو إزاء خطر تساقط الأتربة والصخور على سكناتهم الفوضوية، ما أجبرهم على الخروج إلى الشارع والاستنجاد بعناصر الشرطة التي حضرت المكان فور تلقيهم بلاغ الاستغاثة، وبعد معاينتها موقع الحادث وقفت عناصر الشرطة على حجم الخطر، واتخذت إجراء بغلق الطريق حفاظا على سلامة المارة وأصحاب السيارات، غير أن الحل لا يكمن - حسبهم - في ذلك وإنما بترحيل العائلات إلى سكنات لائقة التي طالبوا به في العديد من المرات، غير أنهم لم يتلقوا أي رد، ما أثار استياءهم ودفعهم لمطالبة مقابلة رئيس البلدية الذي تجاهل مطلبهم. هو الوضع الذي دفع سكان حي الجايييس ببولوغين، إلى الاحتجاج لإيجاد حل لمشكل انزلاق التربة وانهيار سكناتهم جراء عدم صلاحية الأرضية للبناء، خاصة بعد التقرير الأخير الصادر عن مكتب الدراسات الفرنسي المكلف بإنجاز داراسة حول المناطق الغير صالحة للبناء من بينها بلدية بولوغين، وأثبتت أن الحي مهدد بالانهيار وأن ال500 عائلة القاطنة بالمكان تعيش في خطر حقيقي، ما يعني الترحيل الفوري. الزيارة الميدانية التي قادت "الفجر" إلى المكان أوضحت الخطر الذي يعيشه سكان حي الجاييس، خاصة بعد الانهيارات التي مست 26 منزلا، ورغم ذلك لم يسجلوا إلا مجموعة من الوعود الواهية التي لم تشهد التجسيد، خاصة أمام رفض المسؤولين استقبالهم رغم علمهم بالخطر المتربص بهم، فضلا عن تشرد العائلات في الشارع منذ حادثة الانهيار الأولى، غير أنهم في المقابل لم يسجلوا أي تدخل.. الإنهيارات الصخرية تشرد عائلات بحي سيدي مجبر في واد قريش عاش سكان حي سيدي مجبر، ببلدية واد قريش، حالة هلع وخوف شديدين جراء انزلاق التربة التحتية، ما جعلهم في مجابهة خطر انهيار سكناتهم من جهة، وارتفاع منسوب الوادي المجاور الذي أجبرهم على الخروج الى الشارع والمبيت في العراء لأيام. ووقفت "الفجر" عند معاناة السكان هذا الحي الذين كانوا ولازالوا فيه عرضة لخطر انهيار سكنات مشيدة فوق مرتفع جبلي محاذي لأحد الأودية، ما جعل إمكانية العيش فيها مستحيلة، وهو ما أوضحته الزيارة الميدانية التي قادتنا للمكان الذي بدأت الأتربة والصخور تتساقط على سكناته المنهارة، خاصة أثناء الاضطرابات الجوية التي عاشتها العاصمة مؤخرا، أين زاد الوضع تعقيدا، وهو ما أثبته التقرير الأخير لمصالح المراقبة التقنية للبنايات، الذي أكد خطورة الوضع وحذر من وقوع كارثة حقيقية، ما أحدث حالة استنفار قصوى وسط السكان. وقال السكان بنبرة غضب "ماذا تنتظر السلطات.. لماذا تتلاعب بنا؟" هي التساؤلات التي رددها سكان الحي الذين استغربوا تجاهل السلطات المحلية رغم المحاضر والتقارير التي وضعتها مصالح الحماية المدنية وأكدت فيها خطورة الوضع على حياتهم، غير أنهم في المقابل لم يسجلوا أي تدخل لمسؤول الدائرة الإدارية لباب الوادي الذي رفض - على حد قولهم - استقبالهم والحديث إليهم. مكاتب دراسات أجنبية تؤكد عدم صلاحية أرضية 9 بلديات أرجعت مكاتب دراسات أجنبية -حسب مصدر مطلع من مديرية التعميير-، بما فيها مكتب الدراسات الفرنسي المكلف بدراسة نوعية التربة ببعض مناطق العاصمة، الفوضى التي تعيشها العاصمة اليوم، نتيجة مشكل انزلاق التربة، وهو تحصيل حاصل لنوعية الأرضية التي تطبع بعض بلديات العاصمة، ما جعل الانزلاقات تتكرر باستمرار، خاصة أثناء الإضطرابات الجوية، أين تضاعف الخطر، خاصة على القاطنين بالمرتفعات الجبلية التي يفوق علوها 1400 هكتار. ومنعت مكاتب الدراسات الأجنبية، حسب دراسات أخرى، تقليص المساحة التي مُنع البناء فوقها، باعتبار أنها تحتوي قطعا أرضية تابعة لملكية خاصة، ما يعني حرمان أصحابها من الحصول على تصريح بالبناء، نظرا لعدم صلاحية الأرضية للبناء ومطالبة المواطنين بتعويضات، ما أجبر السلطات الولائية على إعداد دراسة أخرى للتأكد من خطر انزلاق التربة من عدمها، ومن ثم اتخاذ إجراءات قانونية بناء على النتائج المتوصل اليها، خاصة أن الدراسة كانت قد أشارت إلى وجود 3 أنواع من الأراضي يُمنع فيها البناء بشكل نهائي، وأخرى صنفت بين المساحات المسموح البناء عليها بشروط وضعتها مديرية التعمير. أما النوع الثالث فيندرج ضمن المساحات المسموح التشييد فوقها نتيجة لعدم وجود أي خطر على حياة السكان. رؤساء البلديات بين الانتفاضة الشعبية وعدم صلاحية الأرضية للبناء وجد رؤساء البلديات، حسب تصريح البعض منهم خلال الزيارات الميدانية التي قاموا بها للمواقع التي شهدت حوادث انزلاق التربة مؤخرا، أنفسهم أمام مشكل عويص، خاصة عندما يعمم على عدد من بلديات العاصمة، أين تصبح إمكانية المعالجة صعبة، وهو ما يتعلق ببلدية بوزريعة التي استفاق سكانها على حادثة خطيرة هزت الشارع العاصمي عامة وسكان بلدية بوزريعة خاصة، بسبب الضحايا الذين خلفهم حادث انزلاق التربة وتشريد 7 عائلات لم يتم التكفل بها رغم تصريحات الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبوزريعة، وهو الوضع الذي عاشه سكان جبل كوكو بواد قريش الذين عبروا عن غضبهم بالرشق بالحجارة والقارورات الزجاجية من أجل التأثير في مسإوليهم الذين أكدوا في العديد من المناسبات صعوبة حل مشكل انزلاق التربة بسبب عدم صلاحية الأرضية للبناء.