لازال خطر البنايات الهشة بالعاصمة والمصنفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف التقنيين والمهندسين يخيم على عشرات السكان ويشكل هاجس خطر يحدق بهم خاصة في الآونة الأخيرة التي عرفت العاصمة وضواحيها أمطارا طوفانية أدت إلى خسائر مادية معتبرة تعرضت لها العديد من العائلات المقيمة بالعمارات الكائنة بحي ديب عمر، وغيرها من الأحياء التي ألحقت بها أضرار، حيث تم انهيار أشلاء من جدرانها وأسقفها التي أكل عليها الدهر وشرب، وما ساهم في تعرض العمارات إلى تناثر أجزاء معتبرة منها الهزة الأرضية التي وقعت بالعاصمة وضواحيها خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى التقلبات الجوية المتعاقبة وهو الأمر الذي يتطلب تدخل جميع السلطات المعنية لتفادي قتلى وأشخاص مردومين تحت الأنقاض وهي الوضعية على سبيل المثال وليس الحصر التي تعرفها عمارة رقم 10 المتواجدة بحي ديب عمر بالقصبة والتي يحوم خطر انهيارها في أي لحظة، لاسيما وأن فصل الشتاء على الأبواب. وفي هذا السياق أعربت 06 عائلات مقيمة بذات البناية تعيش حياة مزرية عن مدى امتعاضها من الوضع المتردي الذي تعيشه منذ سنوات طويلة تحت وطأة الرعب والخوف الذي يلازمها دون أن تتدخل السلطات لتغيير مسار حياتهم الحيوانية والكارثية جراء تقاسمهم المكان مع الجرذان ومختلف الحشرات، ناهيك عن ارتفاع الرطوبة العالية التي تسببت في العديد من الأمراض التي نخرت أجساد القاطنين بذات المكان، وقد عبرت إحدى القاطنات عن استيائها الشديد قائلة إننا نعيش بلا معنى في مكان يجمعنا مع مختلف الحيوانات الضارة وأصبح الوضع لا يحتمل إزاء هاته الظروف القاسية، ناهيك عن هاجس الرعب والخوف الذي يلازمنا وأردفت: (الوضع يزداد سوءا وتدهورا والسلطات تتفرج وما زاد الأمر تعقيدا هو أن البلدية عرفت انسدادا مفتوحا دون أن يعرف أحد ويستوجب هذا زيارة المسؤولين للوقوف على المعاناة والخطر الذي يحاصرنا من كل مكان)، وأضافت أنه في حال حدوث أي واقعة كالحادثة التي وقعت قبل أشهر قليلة بانهيار إحدى البنايات بذات البلدية فلا يحضر أي مسؤول سوى الأمن أو الحماية المدنية التي تلعب دورها بأتم معنى الكلمة، في حين تغيب الجهات الوصية التي لا تعير مشاكلهم أدنى اهتمام على حد تعبيرها، مضيفة أن العيش داخل تلك البناية القديمة بأسفل القصبة بات شبيها بالانتحار باعتبار أن العائلات تعيش في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة اهترائها الكلي وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار كالتي تعرفها في الوقت الراهن العاصمة وما جاورها والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة وتزداد مخاوفهم أكثر عندما يسمعوا بسقوط عمارة مصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار لأن وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة التي سقطت خلال الأشهر القليلة الماضية، بل البناية المقيمين بها أكثر خطورة خصوصا وأن سيناريو السقوط الذي تتعرض له كل من الأسقف والجدران متواصل خصوصا بعد تساقط الأمطار التي تتجمع بالسقف وتبدأ في النفاذ بتسربها إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق السكان، وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلات ناقوس الخطر مطالبة بالتدخل السريع من طرف السلطات الولائية باعتبارها المسؤول الحالي لحل مشكل سكان بلدية القصبة وهذا لإنقاذهم قبل فوات الأوان وإزهاق أرواح أبرياء.