خلفت الأمطار الخريفية الغزيرة المتساقطة منذ ليلة الاثنين على العاصمة وما جاورها، وفاة طفلة في الثالثة من عمرها بأعالي جايس ببولوغين، فيما تعرضت شقيقتيها إلى جروح بليغة نقلتا على جناح السرعة إلى مستشفى مايو باب الوادي لتلقي العلاج، إحداهن تقبع بمصلحة الإنعاش، بعد تعرض منزل عائلتهن الفوضوي إلى انهيار جزئي إثر انزلاق التربة التي تشبعت بالمياه. عاد سوسبانس سكان أعالي العاصمة والقاطنين بالأحياء الفوضوية ليضرب من جديد بعد كل موسم تساقط، حيث سجل الثلاثاء ثاني حادث وفاة في أقل من أسبوعين، تزامنا وأمطار الخريف التي كانت نقمة على سكان الأحياء القصديرية بعد تسجيل حادثة وفاة "ماريا" ذات الثلاث سنوات إثر انهيار جدار منزلها العائلي الكائن بأعالي جايس، وحسب شهادات جيران عائلة بن عموري المتضررة، فإن الحادثة وقعت في حدود الساعة الواحدة من ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، حيث كان الكل نيام، ليستيقظوا على صراخ وعويل صادر من منزل العائلة، وبعد الاقتراب منه لنجدة العائلة لم يجد الجيران أمامهم سوى الحطام وانهيار الجدار فوق فراش ورؤوس البنات اللواتي كن نيام، في الوقت الذي لم تجد والدتهن سوى البكاء على فلذات كبدها والدموع تحرقها. وتمكن السكان من إخراج الضحايا من تحت الركام قبل تدخل مصالح الحماية المدنية لانتشال الضحية، ويتعلق الأمر بالطفلة ماريا 3 سنوات وأختيها كنزة وميليسا 14 و6 سنوات على التوالي، إحداهن في حالة حرجة توجد حاليا بالعناية المركزة بمستشفى باب الوادي بعد تعرضها لضربة قوية على مستوى الوجه، كما نقلت الوالدة هي الأخرى للمستشفى بعد تعرضها لصدمة نفسية حادة. هذا، وقد شيّعت عصر أمس الضحية "ماريا" إلى مثواها الأخير، وسط أجواء ممزوجة ما بين الحسرة والغضب على السلطات المحلية التي لم تكلف نفسها عناء التنقل إلى المسكن المهدم، حسب شهادات السكان، الذين اضطر العديد منهم التنقل إلى الدائرة الإدارية لباب الوادي من أجل معرفة مصيرهم، خاصة وأن هناك 60 بناية بالحي مهددة بالانهيار، غير أنه لم يكن أحد في استقبالهم بعدما أكدوا في تصريح ل"الشروق":"سلطاتنا منهمكة بالتحضير لصناديق الاقتراع ونحن نحظر لصناديق الموت".