رفض أحمد مالحة، مهندس في الفلاحة، أن تكون هناك عوامل طبيعية وراء عدم صلاحية الملاعب المعشوشبة طبيعيا، بل إن الإشكال المطروح هو أنها لم تنجز بالمعايير العلمية المعروفة. باعتباركم مهندس في قطاع الفلاحة، كيف تفسرون عدم نجاح العشب الطبيعي في ملاعبنا؟ دعني أولا أتحدث عن الوضعية المزرية التي يوجد عليها اليوم ملعب 5 جويلية، وحسب وجهة نظري فإن السبب المباشر في تردي الأرضية يعود أساسا إلى عدم اعتماد المقاييس التقنية والعلمية الدولية في عملية إنجازه، وعملية إعادة بساطه الأخضر فيها الكثير من الشبهات لأنه من غير المعقول ألا تنجح تجربة وضع العشب الطبيعي في ملاعبنا، لأن النبتة مهما كان نوعها تحتاج إلى كمية من الحرارة والمياه والتربة، ودعني أقول كذلك إن المجتمعات اليوم أصبحت تعتمد على الزراعة في الماء ونجحت في ذلك. هناك من يرى بأن انعدام الصيانة هو الذي أدى إلى عدم صلاحية أرضية ملاعبنا؟ ما من شك أن الصيانة تعد إحدى عوامل نجاح أي عملية زرع للحشيش، وربما تكون كذلك للتربة ونوعيتها أثرها الكبير على فشل التجربة، وهناك أيضا عامل آخر وهو أن المشرفين على عملية تهيئة أرضية الميدان لم يصرفوا ما فيه الكفاية من الأموال للوصول إلى نتائج جيدة، فملعب 5 جويلية الذي أسال الكثير من الحبر ما كان ليصل إلى هذه الدرجة لو تمت عملية إعادة أرضيته بالمقاييس المطلوبة، وفق ما تقتضيه التكنولوجيا الحالية. هناك من يعتقد اليوم باستحالة نجاح العشب الطبيعي في بلادنا، هل تشاطرون هذا الرأي؟ كما يعلم الجميع، تنفرد الجزائر بطقس جميل ونملك أربعة فصول، والإشكال المطروح ليس في استحالة نجاحه بقدر ما يكمن في طريقة زراعته واتباع الإجراءات العملية والمهنية في العملية، وإذا توفرت كل الشروط فإن نجاح العشب الطبيعي يصبح ممكنا جدا. ومن خلال ما رأيته وعاينته على مستوى الملاعب الأروبية، فإن الإشكال المطروح عندنا يكمن في التربة التي لا تستطيع مقاومة مياه الأمطار المتساقطة، حيث يتحول الملعب إلى ما يشبه المزرعة، وهو ما لا نشاهده في ملاعب العالم رغم الأمطار الغزيرة التي تتساقط عليها، حيث يتحول الملعب إلى برك من الماء إلا أن التربة لا تتأثر.