في ظروف تشابه تلك التي عرفتها مصر عشية اندلاع ثورة الخامس والعشرين من جانفي 2011، شهد ميدان التحرير، أمس الثلاثاء، أول مليونية ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي. دعت إليها “جبهة الانقاذ الوطني" التي شكلتها مجموعة من الأحزاب والشخصيات السياسية، ك محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، وحامدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، وزعيم التيار الشعبي، والمرشح السابق عمرو موسى، وغيرهم من ائتلافات الثورة، وذلك للاعتراض على البيان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، والذي تضمن بجانب إقالة النائب العام، تحصين قرارات الرئيس قانونيا وكذلك تحصين مجلسي الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى. وسبقت المظاهرة الكبرى مسيرات تحركت من عدة نقاط من القاهرة قاصدة الوصول إلى ميدان التحرير، الذي يمثل قلب الثورة المصرية ورمزيتها، يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه جماعة الإخوان وحزب النور السلفي عن تنظيم مظاهرة مضادة في جامعة القاهرة، وذلك “تفاديا لأي صدام" حسب وصف الجماعة. وقد تحركت مسيرة دوران شبرا، التي يشارك فيها الآلاف من المنتمين لأحزاب الدستور والمصريين الأحرار والعدل والمصري الديمقراطي الاجتماعي والتحالف الديمقراطي الثوري واتحاد شباب ماسبيرو وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحزب حياة المصريين، بقيادة عدد من الشخصيات على رأسهم “الدكتور محمد البرادعي" رئيس حزب الدستور. وردد المشاركون في المسيرة هتافات: “الشعب يريد إسقاط النظام"، و«يا مرسي قول للإخوان.. مصر مش هتكون إيران"، و«يسقط يسقط حكم المرشد" و«بيع بيع الثورة يا بديع"، في إشارة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع. فيما وصلت مسيرة تضم المئات من المواطنين والصحفيين من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير، للمشاركة في مليونية “للثورة شعب يحميها"، ومرت المسيرة بشارعي عبد الخالق ثروت وطلعت حرب، مرددين هتافات تطالب بإلغاء الإعلان الدستوري الذي صدر مؤخرا، و«بإسقاط النظام" و«إسقاط حكم الإخوان". ومسيرة أخرى تحركت من مسجد مصطفى محمود، بحي المهندسين وعلى رأسها المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي، فيما واصل المعتصمون إغلاق كافة المداخل المؤدية إلى الميدان؛ حيث قاموا بوضع الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة بمدخل بالميدان أمام المتحف المصري، وبعض القطع الحديدية بمدخلي الميدان بشارعي طلعت حرب والفلكي، وتم تحويل حركة مرور السيارات من أمام المتحف المصري إلى شارع قصر النيل، وأمام جامعة الدول العربية إلى كورنيش النيل؛ وكذلك من شارع قصر العيني إلى منطقة جاردن سيتي. وشهد الميدان تعليق كمية كبيرة من اللافتات في مشهد مشابه لمشاهد الثورة الأولى، ومن بينها (مصر للجميع وليست لفصيل.. لا لأخونة الدولة - يسقط يسقط حكم المرشد - بيع بيع بيع الثورة يا بديع - الرئيس يدفع الشعب إلى العصيان المدني - إسقاط الإعلان الدستوري - الإخوان سرقوا البلد - دماء الشهداء ترفض الاعلان الدستوري الاستبدادي - ولا يوم.. ولا ساعة. ولا ثانية ديكتاتورية - مصر لكل المصريين - ميليشيات وكتائب الإخوان لن ترهب الشعب - الشعب يريد من المحكمة الدستورية عزل الرئيس فاقد الشرعية - الاعتداء على الفخراني وأبوالعز هو تطبيق لقانون حماية الثورة - استقلالية الجهاز المركزي للمحاسبات - حركة الصحفيين الأحرار.. يسقط الاعلان الدستوري ولا لأخونة الدولة)، بالإضافة الى تعليق صورة كبيرة للشهيد جابر صلاح (جيكا) وهو يعتلي نسرا ويطير في الهواء.