أكدت تقارير استخبارية غربية جديدة، أن قادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في شمال مالي، يبذلون جهوداً متضافرة لإقامة روابط مع حركة “أنصار الشريعة" في ليبيا لإنشاء قاعدة لضرب مصالح أوروبية وغربية بالمنطقة ردا على دعوات لشن حرب على الجماعات الإرهابية في مالي. كشفت صحيفة “ديلي تليغراف"، أول أمس، أن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “يسافرون بانتظام إلى بلدة الغاط الصحراوية في جنوب غرب ليبيا القريبة من الحدود مع النيجر، بهدف إيجاد موطأ قدم لهم في ليبيا لشنّ هجمات على أهداف غربية والوصول إلى مخزونات الأسلحة الكبيرة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع نهبها المتمردون الليبيون خلال سقوط نظام العقيد (الراحل معمّر) القذافي بنهاية العام الماضي، مقابل تزويد الجماعات الإسلامية الليبية بالتدريب والتمويل". ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباري غربي، قوله “إن تنظيم القاعدة يرى أنه سيصبح أشد قوة بكثير إذا ما تمكن من تشكيل تحالف مع الجماعات الإسلامية الليبية". وقالت إن هناك نحو 1700 مجموعة مسلحة تعمل حالياً في ليبيا وتتبنى غالبيتها برامج إسلامية، مشيرة إلى أن السلطات الليبية أطلقت أخيراً عملية لإزاحة الجماعات الإسلامية من مدينة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية الأمريكية، لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية يخشون من أن تكون قد انتقلت إلى مناطق أخرى في البلاد غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية. وأضافت أن التنظيم، بصرف النظر عن حركة “أنصار الشريعة"، “يحاول إقامة تحالفات مع الجماعات الإسلامية الليبية مثل لواء الشهيد أبو سليم، (نسبة إلى سجن أبو سليم، حيث توفي العديد من المتشددين الإسلاميين خلال حكم القذافي)". واتهم أوروبيون حسب صحيفة تليغراف البريطانية بريطانيا وفرنسا بوقوفهما وراء تقوية صفوف القاعدة في المغرب العربي من خلال عدم تخطيطهما الجيد لعمليات إسقاطهما للقذافي، والتي مكنت الجماعات الإرهابية من الإستيلاء على الأسلحة وكذا انضمام العناصر التي جندها القذافي في صفوف جيشه لتنظيم القاعدة بمالي.