وجه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أنظاره إلى الجماعات الإسلامية المسلحة المرابطة في ليبيا في انتظار تفعيل دورها بإثبات وجودها كطرف مهم في دواليب الحكم في ليبيا، وباشرت في إرسال موفديها إلى هذه البقعة المجاورة لمعاقلها طمعا في ضمها إليها وضمان جبهة جديدة بالجهة الشرقية لإفريقيا. قالت صحيفة ديلي تلغراف نقلاً عن تقارير استخباراتية غربية جديدة، إن قادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وفرع شمال أفريقيا من التنظيم، يبذلون جهوداً متضافرة لإقامة روابط مع حركة أنصار الشريعة في ليبيا، والتي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أنها وقفت وراء الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة في بنغازي يوم 11 سبتمبر الماضي، مسيرة إلى أن قادة تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يحاولون أيضاً إقامة علاقات مع الجماعات الإسلامية الأخرى في ليبيا على أمل إنشاء إقطاعية هناك مماثلة للتي أقاموها في مالي المجاورة. وأضافت الصحيفة أن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “يسافرون بانتظام إلى بلدة الغاط الصحراوية في جنوب غرب ليبيا القريبة من الحدود مع النيجر، بهدف إيجاد موطئ قدم لهم في ليبيا لشن هجمات ضد أهداف غربية والوصول إلى مخزونات الأسلحة الكبيرة. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباراتي غربي وصفته بالبارز قوله إن تنظيم القاعدة “يعتبر مرحلة ما بعد القذافي فرصة سانحة لتوسيع شبكة فروعه الإرهابية. وقالت إن هناك حوالى 1700 مجموعة مسلحة تعمل حالياً في ليبيا وتتبنى غالبيتها أجندات إسلامية، مشيرة الى أن السلطات الليبية أطلقت مؤخراً عملية لإزاحة الجماعات الإسلامية من مدينة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية الأمريكية، لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية يخشون من أن تكون انتقلت إلى مناطق أخرى في البلاد غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية. وأضافت أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وبصرف النظر عن حركة أنصار الشريعة، “يحاول إقامة تحالفات مع الجماعات الاسلامية الليبية مثل لواء الشهيد أبو سليم، والذي كُنيّ باسم سجن أبو سليم سيئ السمعة، حيث توفي العديد من المتشددين الإسلاميين خلال حكم القذافي، وتم تشكيله من مجموعة من السجناء السابقين”.