علمت “الجزائر نيوز" من مصادر محلية مؤكدة أن جماعة إرهابية يتراوح عددها بين 15 و20 عنصرا اقتحموا، ليلة أول أمس، بعض القرى المتواجدة على الشريط الحدودي بين ولايتي تيزي وزو وبجاية بكل من إيعكوران وأدكار وأكفادو وجردوا العائلات من الأغطية الشتوية وقارورات غاز البوتان والمواد الغذائية. واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن هؤلاء الإرهابيين مسلحين بالكلاشينكوف وأغلبهم كانوا بالزي الرسمي للجيش الوطني الشعبي، واستهدفوا القرى الواقعة بمحاذاة الغابات، حيث استولوا على أكثر من 20 قارورة غاز البوتان، والعشرات من الأغطية الشتوية. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن البعض من العناصر الإرهابية يتكفلون بنقلها إلى أماكن معينة داخل الغابات والأحراش ليتكفل بها عناصر آخرون لم تظهر للعيان بتحويلها إلى المخابئ، حيث تموه الإرهابيون في بعض القرى على أنهم عناصر الجيش الوطني الشعبي، وقالوا للسكان إنهم في صدد شن حملة تمشيط في المنطقة، ونظرا لشدة البرودة استعانوا بالسكان لتموينهم بالمواد الغذائية والأغطية الشتوية وقارورات الغاز. وحسب مصادرنا، فإن العناصر الإرهابية التي كانت تقتحم المنازل كانت بزي الجيش، حيث نجحوا في تغليط الكثير من العائلات، مشيرا إلى أن بعض العائلات اكتشفت أمرهم وتأكدت من أنهم إرهابيين وليسوا عناصر الجيش. وفي هذا الصدد، عملنا أن بعض عائلات قرى منطقة أكفادو أبدوا في البداية رفضهم الكلي للانصياع لأوامر الإرهابيين، إلا أن العناصر الإرهابية استخدمت القوة والتهديد بالقتل قصد تحقيق مطالبهم. وتشير المعلومات المتوفرة لدينا، إلى أن هذه الجماعة الإرهابية استهدفت جمع بعض المواد الغذائية الخاصة التي تستخدم بكثرة في فصل الشتاء على غرار العجائن و"الباقوليات"، وكذا زيت الزيتون لمجابهة أزمة الجوع التي يعيشونها في الجبال بسبب غياب المواد الغذائية وخصوصا بعد نجاح الأجهزة الأمنية بتيزي وزو خلال الآونة الأخيرة في قطع الإمدادات وكل أشكال التموين بالمواد الغذائية بعد تفكيك العديد من شبكات دعم وإسناد الجماعات الإرهابية لاسيما بالمنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية بكل من ذراع الميزان وبوغني وبونوح وفريقات وواضية وثيزي نسلاثة وآث بوادو وآيت يحيى موسى وبني زمنزر وبني دوالة، وكذا بالناحية الشمالية بكل من ميزرانة وأزفون... وهي العمليات التي أسفرت عن توقيف أزيد من 30 عنصرا كانوا يضمنون المعلومات والغذاء للجماعات الإرهابية. وتعتبر عملية جرد الإرهابيين للمواطنين في المناطق المعزولة بقارورات غاز البوتان والأغطية الشتوية ظاهرة تتكرر في كل فصل شتاء واشتداد البرودة بمنطقة بالقبائل، حيث سبق وأن شهدت العديد من مناطق تيزي وزو خلال شتاء السنة الماضية العمليات نفسها بكل من قرى بلديات ذراع الميزان وبونوح وبوغني وآث كوفي وآيث يحيى موسى ومشطراس وميزرانة وأزفون وآث عيسي وبني زمنزر وواضية وواسيف... وغيرها من البلديات، حيث يستهدف الإرهابيون القرى المحاذية للغابات التي ينعدم فيها الأمن لتسهيل تنفيذ مهمتهم وجمع الأغطية الشتوية والغاز لمجابهة أزمة البرد، وكذا المواد الغذائية لضمان الأكل.