استطاع سكان ولاية تيزي وزو، منذ اليومين الأخيرين، أن يعيدوا الأمل في نفوس العائلات المتضررة بالبلديات التي تحاصرها الثلوج، منذ عشرة أيام، حيث وصلت المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والألبسة والأغطية الشتوية إلى هذه المناطق المعزولة· بالمقابل مازالت ندرة قارورات غاز البوتان تصنع معاناة المتضررين، ودق رؤساء البلديات ناقوس الخطر بعدم تجسيد السلطات لوعودها، منذ عشرة أيام، وانتقدوا بشدة عدم تدخل السلطات العليا لإنقاذ ما أسموه ''كارثة مناخية تهدد الآلاف من العائلات القبائلية ''· لم تنته بعد موجة البرد التي مست ولايات تيزي وزو، ولم تفتح بعد العديد من طرق التي غطتها الكميات المعتبرة من الثلوج، بعد مرور 10 أيام، لتجدد معاناة سكان تيزي وزو وصراعهم مع الثلوج التي من المرتقب أن تتساقط على ارتفاع 100 متر، بسحب ما أعلنته مصالح الأرصاد الجوية· المساعدات الإنسانية تعيد الأمل للعديد من العائلات المتضررة رغم عدم تدخل السلطات في الميدان، وعدم تقديمها للمساعدات لسكان ولاية تيزي وزو الذين يعانون من وضعية جوية مزرية تسببت فيها الثلوج التي تساقطت بكميات معتبرة، فإن السكان استطاعوا أن يصنعوا الأهم وأن يعيدوا الأمل في نفوس المئات من العائلات المتضررة، وذلك بفضل حملة التضامن التي انطلقت، أول أمس، بمختلف أرجاء من الولاية· وقد سجل، مساء أول أمس، وصول أولى المساعدات إلى مناطق إفرحونان وعين الحمام وبوزقان، في شكل قوافل يزيد عددها عن 15 قافلة محملة بمواد غذائية متنوعة، مثل السميد والعجائن والبقول والخبز والحليب والزيت وحليب الخاص بالرضع، والأغطية بكل أشكالها والألبسة، جمعها المواطنون يأغلب بلديات وقرى الولاية· وحسب ما كشفه بعض الناشطين، فإن عملية جمع الهبات للمناطق المتضررة مست كل المناطق في الجهات الأربعة للولاية، حيث شهدت أمس منطقة إفرحونان وعين الحمام وبوزقان وإمسوحال وآث زيكي توافد قوافل عديدة محملة بالمساعدات الإنسانية· وتشير الأرقام المتوفرة لدينا إلى أن عدد القوافل التي انطلقت، أمس، من مدينة تيزي وزو لوحدها إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال بلغت 14 قافلة، وكل قافلة تتضمن أكثر من 10 مركبات تجارية من الحجم الكبير وشاحنات· أما على مستوى الولاية، فقد أحصيت أكثر من 60 قافلة· ويعتبر مسجد أرزقي الشرفاوي بمدينة تيزي وزو الأكثر نشاطا بالولاية، حيث يستقبل يوميا كميات معتبرة من المساعدات التي يقدمها المواطنين والتجار ورجال الأعمال والمقاولين· وقال أحد المنظمين إن قافلة انطلقت، أول أمس، من المسجد نحو منطقة عين الحمام متكونة من 13 مركبة ممتلئة عن آخرها بالمساعدات، وقافلة ثانية انطلقت، صبيحة أمس، نحو منطقة حورة ببوزقان متكونة من 10 مركبات محملة بخمسة قناطير من الكسكسي الجاهز، و450 علبة حليب للرضع و150 علبة حليب غبرة، و7 قناطير من العجائن، و111 أغطية شتوية و170 قارورة زيت المائدة ذات 5 لتر، وغيرها من المواد الغذائية والاستهلاكية· وكشف ذات المصدر أن القافلة الأخرى مبرمجة أن تنطلق عشية أمس، وأخرى صبيحة اليوم، من نفس المسجد نحو المناطق التي تحاصرها الثلوج· مواطنون ينقلون الغذاء إلى القرى على الأكتاف ومشيا 15 كلم على الأقدام كشف أحد الناشطين رافق قوافل المساعدات بالمواد الغذائية الموجهة نحو عين الحمام وإفرحونان أنه وبعد وصول المركبات إلى وسط المدينة وزعت المواد الغذائية على المواطنين، لكنه تعذر على المركبات الوصول إلى قرى عديدة بالمنطقة، بسبب الثلوج التي وصل سمكها إلى 2 متر ونصف، فاضطروا للمغامرة وتحدوا الواقع، بأن تكفلوا بنقل المواد الغذائية على أكتافهم، على مسافة تزيد عن 15 كلم· واعترف المتحدث أن العائلات شعرت بفرحة وسعادة غامرة، بعد رؤية المساعدات تصل إلى مناطقهم، واعترفوا لهم أنها المرة الأولى في حياتهم يعيشون هذا الحدث، مؤكدين أنهم يعيشون جحيما حقيقيا خلال كل فترة شتاء· فلاحو عرش آث جناد يجمعون حليب البقر لتحويله إلى المتضررين أمام مشكل ندرة مادة حليب الأكياس بولاية تيزي وزو، وعدم وصوله إلى كل البلديات والقرى الواقعة بالمرتفعات، لاسيما المناطق التي لا تزال معزولة بسبب الثلوج، قرر أمس فلاحو عرش آث جناد التي تتضمن ثلاثة بلديات وهي فريحة أغريب وثيميزار أن يجمعوا حليب البقر وتحويله إلى مناطق إمسوحال، إفرحونان، بوزقان، عين الحمام، إليلتان، أبي يوسف وغيرها· وحسب ما أكده أحد الفلاحين، فإن عملية جمع الحليب انطلقت منذ أوقات مبكرة، من صبيحة أمس، ومست أغلب الفلاحين، وهي العملية التي تدخل في حملة التضامن التي شرع فيها سكان تيزي وزو مع المتضررين· وتعرف مناطق عرش آث جناد بتربية الأبقار والتي حققت الرتبة الأولى على مستوى ولاية تيزي وزو· الطلبة يحولون الأغطية والمواد الغذائية من الإقامات الجامعية إلى المناطق المتضررة في مبادرة لقيت استحسان سكان ولاية تيزي وزو، قام طلبة جامعة مولود معمري بتيزي وزو بجمع الأغطية الشتوية من مختلف الإقامات الجامعية بالولاية، قصد تحويلها إلى المناطق التي حاصرتها الثلوج· وقد مست العملية، صبيحة أمس، إقامات باسطوس، حسناوة، مدوحة، ديدوش مراد، وادي عيسي، ذراع بن خدة، تامدة··· وغيرها· كما قاموا أيضا بجمع المواد الغذائية من مختلف مخازن المطاعم الجامعية في الكليات والإقامات الجامعية، تضامنا مع إخوانهم المتضررين في عين الحمام وإفرحونان وبوزقان··· هذا وكشفت الطالبات القاطنات بالحي الجامعي ديدوش مراد أنه وبسبب نقص الغذاء بمخزون الإقامة قامت القاطنات بجمع الغذاء من مختلف الغرف الجامعية وتقديمه للمبادرين، معبرات عن تضامنهن الكلي مع المنكوبين· أزمة البوتان تتواصل منذ 10 أيام والأميار يكذبون تخصيص حصص لبلدياتهم المشكل العويص الذي يواجهه سكان ولاية تيزي وزو، منذ 10 أيام، هو ندرة قارورات غاز البوتان، علما أن شبكة ربط المنازل بالغاز الطبيعي بتراب الولاية لم تتجاوز 40 بالمائة، لتبق 60 بالمائة تواصل رحلتها منذ عشرة أيام للحصول على قارورة غاز· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز '' من مصادر بمؤسسة نفطال، فإن مركز ملء قارورات غاز البوتان بوادي عيسي استقبل، نهاية أمسية أول أمس، 6000 قارورة غاز رافقتها عناصر الدرك الوطني من منطقة براقي إلى غاية واد عيسي، لمنع أية محاولة منعها لولاية تيزي وزو، مثلما حدث منذ ثلاثة أيام ببومرداس حيث أقدمت مجموعة من المواطنين على الاستيلاء على كل قارورة غاز البوتان بشاحنة كانت موجهة إلى منطقة تيزي غنيف· وأضاف مصدرنا أن 20 ألف قارورة غاز البوتان ينتظر أن تصل إلى وادي عيسي، ليلة أمس، وشحنة أخرى تقدر ب 7000 قارورة غاز تصل أمسية اليوم· واعترف مصدرنا بأن مؤسسة نفطال عاجزة عن تلبية حاجيات ولاية تيزي وزو بغاز البوتان· وكشف أن مركز ملء قارورات غاز البوتان بوادي عيسي ينتج على الأكثر 23 ألف قارورة غاز، ومركز فريحة ينتج بين 13 ألف و18 ألف قارورة غاز، أما مركز منطقة واضية فينتج بين 8 آلاف و9 آلاف قارورة غاز· وأرجع سبب عدم تلبية حاجيات الولاية في هذه المادة الحيوية التي يكثر طلبها في فصل الشتاء، لاسيما خلال تساقط الثلوج، إلى عدم وصول كميات الغاز الخام في وقتها إلى تيزي وزو، وأن العديد من ولايات الوطن تعاني نفس المشكل في قارات غاز البوتان· من جهتهم، أكد العديد من رؤساء بلديات تيزي وزو أنه، ومنذ بداية تساقط الثلوج، لم تستقبل بلدياتهم أية شحنة من قارورات غاز البوتان، وهذا ليس فقط على مستوى البلديات المتضررة بالثلوج، وإنما حتى البلديات الأخرى· وأكد مصدر في مديرية الطاقة بتيزي وزو أن 70 بالمائة من بلديات الولاية لم تصلها حصتها في قارورات غاز البوتان· وفي هذا الصدد علمنا أن رئيس بلدية معاتقة تنقل شخصيا إلى منطقة براقي قصد الحصول على حصة من غاز البوتان، لكن استحال ذلك· ويتواجد العديد من رؤساء البلديات بمركز ملء قارورات غاز البوتان بوادي عيسي، منذ أربعة أيام، وهو المكان الذي يشهد فوضى عارمة بسبب توافد المئات من المواطنين من مختلف أرجاء الولاية، سعيا منهم للحصول على قارورة غاز البوتان· انهيار خمسة منازل بعين الحمام علمت ''الجزائر نيوز '' من مصادر محلية مؤكدة أن كميات الثلوج تسببت مساء أول أمس في انهيار 5 منازل بمنطقة عين الحمام، بعد الكميات المعتبرة المتراكمة فوقها· وأكدت مصادرنا أن الحادثة لم تخلف خسائر بشرية، لأن السكان غادروا مسبقا منازلهم بعد تصنيف مديرية البناء والعمران لها منازل ممنوعة، إثر تشققها بسبب انزلاق التربة الذي عرفته منطقة عين الحمام، منذ ثلاثة سنوات· ورغم ذلك واصل السكان العيش فيها إلى غاية يوم الثلاثاء المنصرم، بعد تحذيرات السلطات بسقوط المنازل· وقد أشار مصادرنا إلى أن هذا الانهيار خلق رعبا وهلعا شديدا في نفوس المواطنين، خصوصا وأن العديد من المنازل بعين الحمام مهددة بالانهيار· المواطنون ومصالح الأمن والجيش يستعدون لموجة الثلج المرتقبة تعيش ولاية تيزي وزو، منذ أمس، حالة تأهب قصوى، بعد إعلان مصالح الأرصاد الجوية عن تجدد تساقط الثلوج، ابتداء من اليوم، تمس مناطق تقع على ارتفاع 100 متر، حيث قام سكان القرى المتضررة من تنصيب خليات الأزمة وتنسيقية بين القرى على مستوى البلديات والدوائر، لواجهة هذه العاصفة الثلجية وإمكانية التدخل في الميدان والتضامن فيما بينهم· وأفادت مصادر أمنية أن الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن بتيزي وزو جاهزة ماديا وبشريا للتدخل في الميدان بالمناطق التي تعرف سقوط كميات معتبرة من الثلوج، باستخدام التجهيزات والآلات والجرافات وكاسحات المتاريس·