توصل حزب الأفافاس بولاية تيزي وزو بفضل التحالفات إلى الحصول على 26 بلدية من أصل 67 بلدية تضمها الولاية، بعد أن تحالف مع عدة أحزاب والأحرار، خصوصا مع حزبي الأفالان والأرندي، فيما تكبد حزب الأرسيدي خسارة كبيرة من هذه التحالفات التي أفقدته المكانة الأولى، وأصبح تواجده حاليا يقتصر على البلديات الثمانية التي فاز فيها بالأغلبية المطلقة. وضعت الأحزاب السياسية والأحرار بتيزي وزو حزب الأرسيدي تحت “مجهر العزلة"، حيث اتفقت فيما بينها لكسره سياسيا ومنعه من تسيير شؤون الجماعات المحلية. الضربة الأولى التي تلقاها الأرسيدي كانت على مستوى المجلس الشعبي الولائي، حيث تبخر حلمه، أول أمس، بعد التحاق الأرندي بتحالف الأفافاس والأفالان وجمع هذا التحالف 31 مقعدا وتشكيل الأغلبية الساحقة من 47 مقعدا يضمهم المجلس، حيث تم عزل الأرسيدي من كل مناصب المسؤولية والنيابية وحرم من رئاسة اللجان. ويشير “بروتوكول" التحالف الذي أمضاه كل من الأفافاس والأفالان والأرندي - بحوزة “الجزائرنيوز"، نسخة منه- إلى أن المجلس الشعبي الولائي يترأسه حزب الأفافاس ويكون نائب الرئيس الأول من نفس الحزب، ومنح للأفالان والأرندي منصب نائب واحد لكل حزب ورئاسة لجنتين لكل واحد، وباقي اللجان يترأسها الأفافاس. وجاء في نفس الوثيقة، أن أربع تشكيلات سياسية عقدت تحالفا ببلدية تيزي وزو، مثلما انفردت به “الجزائرنيوز" في عدد سابق، ويتعلق الأمر بالأفافاس والأفالان وحركة الوفاق الوطني والأرندي، ونجحت في إسقاط الأرسيدي نهائيا وحزب التجمع الوطني الجمهوري، حيث عادت رئاسة البلدية إلى الأفالان، ومنحت للأفافاس والأرندي منصبين لنيابة “المير"، ونائب واحد لحركة الوفاق الوطني. أما لجان المجلس الشعبي البلدي قد تم توزيعها حسب عدد المقاعد، فالأفافاس والأرندي يترأسان لجنتين لكل واحد، والأفالان و«المان" يترأسان لجنة واحدة. والضربة الثالثة التي تعرض لها الأرسيدي بولاية تيزي وزو والتي وصفت ب “القوية والمؤلمة" هو فقدانه لأغلب البلديات التي فاز بها في الانتخابات المحلية الأخيرة، ولم يعد يسيطر إلا على ثماني بلديات التي فاز بها بالأغلبية المطلقة، رغم أن النتائج الجزئية أظهرت أنه فاز ب25 بلدية، وبفضل التحالفات والحسابات السياسية عادت القوة لحزب الأفافاس الذي سيطر وفرض نفسه بقوة في التحالفات التي عقدها مع الأفالان والأرندي والأحرار ونجح في الاستحواذ على 26 بلدية، رغم أن النتائج الجزئية أظهرت أنه فاز فقط ب10 بلديات، وبفضل التحالفات أصبح القوة السياسية الأولى بالولاية بسيطرته على المجلس الشعبي الولائي وأغلب بلديات الولاية. وأكد مصدر قيادي بالأفافاس أن عدد البلديات التي سيترأسها حزب الدا الحسين بتيزي وزو سيبلغ ال30 بلدية. من جهة مقابلة، ورغم التعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية، أول أمس، لتجنب الانسداد بالمجالس الشعبية البلدية إلا أن بعض البلديات بولاية تيزي وزو لا تزال عاجزة عن إيجاد مخرج للانسداد الذي يهددها وهذا بعد فشل الأحزاب السياسية في التوصل إلى عقد تحالفات، وتعتبر بلدية آيث خليلي بدائرة مقلع الأكثر تضررا، حيث تحصل الأفافاس والأفالان على مقاعد متساوية، إلا أن مناضلي الأفافاس أقدموا على غلق مقر البلدية وتخريبه مباشرة بعد الإعلان عن النتائج مطالبين بإلغاء أصوات قرية آيث ساحل وطالبوا بفتح تحقيق بعد تسجيل تجاوزات خطيرة خلال يوم الاقتراع، واكتشفوا أن العديد من الموتى وردت أسماؤهم بالسجل الانتخابي قد صوتوا. وببلدية مكيرة، أقدم العشرات من المواطنين، أول أمس الخميس، على غلق مقر البلدية احتجاجا على رفض الأحزاب السياسية والأحرار عقد تحالف مع الأفافاس بسبب مشاكل مع متصدر القائمة، واستنكر المحتجون “التلاعبات السياسية" التي يمارسها “الغاضبين عن الأفافاس". وببلدية آيت يحيى موسى، لا يزال حزب الأفافاس يصارع من أجل استعادة مقعد جرد منه على خلفية ورود خطأ مادي في المحضر البلدي للأصوات، حيث حاول، صبيحة الخميس، العشرات من المواطنين غلق الطريق الوطني رقم 25 ومقر البلدية إلا أن تدخل أعضاء الفرع البلدي للأفافاس نجحوا في تهدئة الأوضاع، في انتظار الرد على الطعن من طرف المحكمة الإدارية يوم الاثنين. هذا، ولا يزال مستقبل المجلس الشعبي لبلدية تيزي غنيف غامضا ومجهولا بسبب رفض كل الأحزاب السياسية التحالف مع “المير" السابق الذي ترشح في قائمة حرة، ورفض الأحرار والأفافاس والأفالان التحالف فيما بينهم.