عاشت المقيمات بالحي الجامعي نحاس نبيل بقسنطينة، أول أمس، ليلة بيضاء بعد اشتعال النيران في إحدى الغرف عقب شرارة كهربائية تسببت فيها مدفأة كانت تستعملها الطالبات للتدفئة في حادثة عجلت بانفجار الوضع، حيث خرجت المقيمات، صباح أمس، في وقفة احتجاجية طالبن خلالها بتنحية المدير وتحسين ظروفهن المعيشية داخل الإقامة التي قلن أنها تصلح لكل شيء إلا أن تكون مأوى لأزيد من 1200 طالبة... وقائع الحادثة التي لا تعد الأولى من نوعها، وحسب شهود عيان، بدأت في ساعة متأخرة من الليل، حيث لم تنتبه ثلاث طالبات كن داخل إحدى الغرف لاشتعال النيران بعد شرارة كهربائية منبعثة من المدفأة التي كن يستعملنها للتسخين، الأمر الذي تسبب في اختناق اثنين منهن، بينما استطاعت ثالثتهن المغادرة بعد أن قفزت من النافذة لأنها عجزت عن الخروج من الباب بعد ارتفاع ألسنة اللهب ما تسبب لها في جروح في أنحاء متفرقة من جسمها، بعدها تم الاتصال بأمن الإقامة، غير أنهن عجزن عن احتواء الوضع وانتظرن وصول مصالح الحماية المدنية التي قامت بتقديم الإسعافات الأولية للطالبات واحتواء الحريق الذي أتى على الغرفة وكل محتوياتها، وتسبب الدخان الكثيف الذي خلفه في إغماءات وسط المقيمات. ممثلات عن طالبات الحي وخلال الوقفة الاحتجاجية التي قمن بها، صباح أمس، ذكرت إحداهن أن لجوء المقيمات لاستعمال المدفأة، بالرغم من أن ذلك ممنوع قانونا يعود لغياب التدفئة المركزية داخل الغرف ولأن البرد شديد، والطالبات لم يقدرن على التحمل ولجأن إلى هذه الطريقة شأنهن في ذلك شأن جميع المقيمات وطالبن بعدم تحميلهن أي مسؤولية وألقين بذلك اللوم على مدير الحي الذي طالبن بتنحيته لأنه لم يقدم أي شيء للحي بالرغم من أنه في وضعية كارثية ويفتقر لكل ما هو ضروري بما في ذلك الأمن. هذا، وقد أحصت مصالح الحماية المدنية 13 طالبة أخرى تعرضن لصدمات نفسية بعد الذعر الذي ملأ المكان عقب ارتفاع ألسنة اللهب، جار إلى غاية كتابة هذه الأسطر التكفل بهن من قبل مختصين نفسيين. يحدث هذا في الوقت الذي تعرف فيه المؤسسة الجامعية ومختلف الإقامات بالولاية حالة من الغضب والفوضى في ظل الاحتجاجات اليومية للطلبة جراء الاكتظاظ وانعدام المرافق الضرورية وغياب أدنى الضروريات بمختلف الأحياء خاصة تلك التي لها علاقة بالأمن وتعدد حالات الاعتداءات على الطلبة والطالبات حتى على مستوى غرفهن داخل الإقامات الجامعية. تجدر الإشارة إلى أن إقامة نحاس نبيلة للبنات كانت مسرحا لعدة حوادث من بينها حادثة التسمم الغذائي التي حصلت قبل سنتين وراحت ضحيتها أزيد من 300 طالبة بعد تناولهن لحلوى فاسدة “ملفاي" أظهرت التحاليل التي أجريت عليها أن الكريمة المستعملة في صنعها منتهية الصلاحية.