لقي شخصان حتفهما وأصيب 9 آخرون، أمس الإثنين، في سقوط 4 مركبات إلى واد بوغني على مستوى الطريق الولائي رقم 128 الرابط بين ذراع بن خدة وبوغني إثر انهيار جسر يتواجد في المكان المسمى “قنطيجة". وحسب ما أكدته مصادر من الحماية المدنية، فإن الحادثة وقعت في الساعة الثانية وربع ليلا، حيث تعرض الجسر رقم 49 إلى الانهيار الكلي، ولم يتفطن له أصحاب المركبات الذين مروا في عين المكان في فترة الليل وأدى ذلك إلى سقوط أربع سيارات إلى الواد. وكشفت مصادرنا أن هذه الحادثة خلفت وفاة شخصين في عين المكان، الأول يبلغ من العمر 25 سنة والثاني 55 من عمره ينحدر من قرية إعلالن ببلدية آيت يحيى موسى، كما خلفت الحادثة إصابة 9 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، أربعة منهم في حالة جد خطيرة. وأشار المصدر إلى أن مصالح الحماية المدنية سارعت إلى التنقل إلى موقع الحادث وقامت بتحويل الجرحى إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ندير محمد بمدينة تيزي وزو لتلقي الإسعافات الأولية، فيما تم تحويل جثتي الضحيتين إلى مصلحة حفظ الجثث. ولا تزال أسباب انهيار هذا الجسر مجهولة. كما لم يستبعد مصدر من مديرية الأشغال العمومية أن يكون قِدم هذا الجسر المصنوع من الحديد سبب الانهيار، علما أن تاريخ إنجازه يعود إلى سنة 1940 خلال العهد الاستعماري، وكان آنذاك مخصص للسكة الحديدية قبل أن يتم تحويله إلى طريق للمركبات، وأضاف المصدر إن الأمطار الغزيرة التي تساقطت بالمنطقة خلال اليومين الأخيرين يمكن أن تكون كذلك سببا في الانهيار. من جهة مقابلة، فقد خلف انهيار هذا الجسر بطريق بوغني شللا كليا في حركة المرور بسبب قطع الطريق، ووجد المارة أنفسهم مضطرون للالتحاق بمدينة تيزي وزو مرورا من واضية أو معاتقة، وكذا من ذراع الميزان. هذا، وقد تنقلت، صبيحة أمس، عدة فرق من مصالح الأشغال العمومية إلى موقع الحادث وأجرت معاينة للجسر، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة حركة المرور إلى طبيعتها على غرار التعجيل من مشروع الطريق الإجتنابي، كما لا تزال مصالح الحماية المدنية، إلى حد كتابة هذه الأسطر، تواصل عملها لاستخراج المركبات التي سقطت إلى الواد. من جهة مقابلة، علمنا أن والي ولاية تيزي وزو عبد القادر بوعزغي، تنقل، أمس، إلى عين المكان، وأمر مصالح الأشغال العمومية بفتح تحقيق في الحادثة لبحث أسباب انهيار هذا الجسر الذي يبلغ طوله 40 مترا، كما طالب المصالح الصحية بضرورة التكفل الكلي بالجرحى. وفي إطار هذه الحادثة، علمت “الجزائر نيوز" من مصدر محلي مسؤول أن مصالح الأشغال العمومية بتيزي وزو كانت على علم بتردي وضعية هذا الجسر، لكنها تماطلت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاحه أو غلقه أمام حركة المرور وغامرت بحياة المواطنين إلى غاية حدوث الكارثة التي أودت بحياة شخصين وجرح 9 آخرين، حيث اكتفت بتخصيص مشروع لإنجاز طريق اجتنابي بدأت فيه الأشغال. وأضاف مصدرنا، إن مشروع إنجاز سد بالمكان المسمى “تسلاثة إيحيذوسان" كان الحجة الرئيسية لمصالح الأشغال العمومية في تعنتها ورفضها لتخصيص مشروع لترميم وإعادة تهيئة الجسر الذي تعرض للانهيار، علما أنه خلال الانتهاء من مشروع السد سيتم إلغاء الطريق الوطني رقم 128 أمام حركة المرور. هذا، وطلب وزير الأشغال العمومية، أمس، على هامش زيارته إلى ولاية تيزي وزو بفتح تحقيق في الحادثة وتحديد المسؤوليات. يذكر أن الطريق الرابط بين بوغني وذراع بن خدة يتضمن العديد من الجسور التي يعود تاريخ إنجازها للعهد الاستعماري، وتتواجد حاليا في وضعية جد متردية، ويمكن أن تتعرض للانهيار في أي وقت ممكن في حالة مواصلة مصالح الأشغال العمومية من سياسة الإهمال واللامبالاة.