في تقييمه لفترة تولي حليلوزيتش الإشراف على حظوظ المنتخب الوطني، يرى المدرب حميد باشا بأن الجانب الإيجابي الذي طغى على عمله كان الانضباط، في حين يظن أن المردود الفني ما زال ناقصا. بداية، ما رأيكم في قائمة ال 40 لاعبا التي أعلن عنها حليلوزيش؟ من حيث المبدأ، أعتقد أن حليلوزيتش أخل نوعا ما بالالتزامات التي تحدث عنها قبل أسابيع عندما أكد على أنه سيستدعي اللاعبين الجاهزين ويستثني كل لاعب يعاني من إصابات أو يوجد في بطالة كروية أو تنقصه المنافسة، غير أننا تفاجأنا بتواجد العديد من العناصر التي لا توجد في أحسن أحوالها مثل بيدة وبوقرة ومصباح... إلخ. ورغم أن المدرب حليلوزيتش هو الأدرى بعمله، إلا أنني أقول إن كل لاعب مصاب أو يعاني من نقص المنافسة لا يمكنه تقديم مردود جيد، وبالتالي من المفترض ألا يتم استدعاء أي لاعب لا يملك شروط المنافسة، كما أن المشاركة في تظاهرة كبيرة مثل كأس إفريقيا تتطلب أن يكون اللاعب مستعدا 100٪، خاصة إذا وضعنا في الحسبان صعوبة الفوج الذي تتواجد به الجزائر. ودعني هنا أفتح قوسا لأتحدث عن الحارس مبولحي الذي لم يلعب منذ أشهر عديدة، مما يعني بأنه لا يوجد في أحسن أحواله والاعتماد عليه يعد مجازفة حقيقية. لقد سبق لبعض لاعبينا الذين شاركوا وهم مصابون أن أصيبوا خلال المنافسات القارية والدولية مثل مغني، هل يمكن القول إن السيناريو سيتكرر؟ في حالة ما إذا أبقى المدرب حليلوزيتش على قائمة اللاعبين المصابين، فإن العواقب ستكون وخيمة، إذ بالإضافة إلى احتمال تفاقم إصابتهم، فإنهم سيعجزون عن الإتيان بالإضافة المرجوة، وبالتالي أقول إن الاعتماد على المصابين يعتبر مجازفة غير محمودة العواقب. إذا أردنا أن نقيم فترة المدرب حليلوزيتش، كيف يكون ردكم؟ إذا كان هناك أمرا يجب الإشارة إليه، فهو المرتبة التي أصبحت تحتلها الكرة الجزائرية في ترتيب الفيفا (المرتبة ال 19) وهو ما يجعلني أقول إن هناك تطورا حدث في مردود منتخبنا ونتائجه، حيث بلغنا هذه الرتبة لأول مرة في تاريخنا، وبالعودة إلى العمل الذي قام به حليلوزيتش منذ قدومه فإن أول نقطة إيجابية تكمن في الانضباط الذي فرضه وسط المجموعة، ناهيك عن أن التربصات التي أجراها منتخبنا الوطني كانت كلها بمركز سيدي موسى، بعدما كانت تتم سابقا في الخارج، وهو ما يجعلني أقول إن هناك لاعبين محترفين كانوا يفرضون منطقهم على المدربين السابقين لتنظيم تربصات بفرنسا. صراحة، ماذا تغير في طريقة لعب الفريق الوطني؟ إذا تحدثنا عن الناحية الفنية والتقنية، فإن التحسن لم يتم بعد، وكل ما تغير هو الإنضباط، حيث تحس أن المدرب يسيطر حاليا على المجموعة وكل لاعب أصبح يخاف على منصبه بخلاف ما كان سائدا في الماضي، حيث كان بعض اللاعبين يشاركون كيفما شاءوا، بالإضافة إلى الالتزام التكتيكي الذي فرضه المدرب على اللاعبين فوق الميدان. وفي جانب آخر أقول إن الانسجام مايزال ناقصا بفعل تغير التشكيلة، من مقابلة إلى أخرى، غير أن النقطة الإيجابية في هذا المجال هو أن حليلوزيتش أعطى الفرصة لعدة عناصر محلية مثل بلكالام وسليماني... إلخ. ومهما يكن علينا أن نعطي الوقت الكافي لهذا المدرب لتباين مدى قدرته على تكوين فريق تنافسي من الطراز العالي. قبل أسابيع معدودة عن انطلاق “الكان" مايزال المدرب يبحث عن بعض العناصر الجديدة، هل ترون بأن ذلك سيؤثر على الانسجام؟ في البداية، أريد الحديث عن المدافع غلام الذي انضم، مؤخرا، إلى التشكيلة الوطنية، حيث أرى بأنه يملك مؤهلات كبيرة من شأنها أن تعود بالقائد على “الخضر"، غير أن الاستمرار في جلب لاعبين جدد من شأنه أن يؤثر على الانسجام بينهم لأن مثل هذه المنافسات تتطلب التأقلم مع الأجواء داخل الطريق. ما رأيك في المجموعة التي ستلعب فيها تشكيلتنا؟ دون تردد أقول إنها مجموعة صعبة للغاية ومفتاح تأهلنا يمر عبر تسجيل نتيجة إيجابية خلال اللقاء الأول ضد تونس، لأن ذلك سيفتح لنا شهية الفوز ضد الطوغو الذي لا يوجد اليوم في أحسن أحواله، أما فريق كوت ديفوار فكثيرا ما نجحنا في التغلب عليه في هكذا مناسبة، غير أن الحذر مطلوب لأن كل المنتخبات تملك مؤهلات لا يمكننا الاستهانة بها. هناك من يرى بأن انسحاب لاعبين مثل عنتر يحيى ومطمور وزياني أثر على المردود العام للتشكيلة، ما رأيكم؟ إذا نظرنا اليوم إلى ترتيب المنتخب الوطني حسب الفيفا (الرتبة ال 19) أقول إننا في أحسن حال، غير أنني أرى بأن لاعبا مثل مطمور أو عنتر يحيى ما كان عليهما مغادرة النخبة الوطنية لأنهما بإمكانهما تقديم الكثير، وأنا شخصيا لم أفهم لماذا انسحبا، أما زياني وبلحاج فأظن بأن المدرب استغنى عنهما وقد تكون هناك بعض الملفات التي قدمت له عنهما فيما يتعلق بالانضباط. لو كنت مدربا للخضر أي اللاعبين ستستعين بهم من خارج قائمة ال 40؟ أعتقد بأن الحارس شاوشي يملك إمكانات كبيرة تؤهله للتواجد مع التشكيلة الوطنية، فهو في نظري أحسن حارس حاليا، لكن أعتقد بأن هناك مشكل الانضباط الذي ساهم في إبعاده، كذلك هناك قلب الهجوم زياية الذي عاد بقوة في البطولة التونسية ولاعب إتحاد العاصمة شافعي.