يعتقد اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي، أن المنتخب الوطني في عهد المدرب حليلوزيتش سجل تحسنا ملحوظا، غير أنه لم يبلغ بعد المستوى المطلوب الذي يسمح له بالدخول في منافسة كأس إفريقيا بكل إمكاناته، خاصة ما تعلق بخط الدفاع الذي لم يعرف الاستقرار منذ فترة طويلة نتيجة الإصابات التي مست بعض ركائزه. قيل الكثير عن الوجه الذي أبانه منتخبنا الوطني منذ قدوم المدرب حليلوزيتش، كيف تقيمونه؟ لا يختلف إثنان في أن التشكيلة الوطنية سجلت تحسنا ملحوظا من حيث أسلوب الأداء، وهذه حقيقة لا يمكن لأي واحد إنكارها، والدليل أن النتائج التي سجلها منتخبنا كانت مقبولة مقارنة بالفترة التي سبقت قدوم المدرب البونسي، غير أن ذلك لا يعني بأننا بلغنا القمة، لأن الأمور التي تحسنت كثيرة تمت على مستوى اللعب الجماعي والهجومي، حيث استطاع حليلوزيتش أن يحرر العناصر الوطنية من هذا الجانب، وباتت الخطة التي تلعب بها هجومية، ورغم كل هذا أرى كذلك بأن التشكيلة لم تبلغ بعد مرحلة التكامل، لأن أهم نقطة يواجهها المدرب حاليا هي المعضلة الدفاعية. على ضوء هذا كله هل يمكن القول إن منتخبنا هو اليوم جاهز لدخول “الكان" بإمكانات كبيرة؟ هذا الأمر مستحيل، وقد أشرت في بداية حديثي إلى أن منظومة “الخضر" ما تزال في حاجة إلى تدعيم نوعي، والدليل أن المدرب حليلوزيتش نفسه صرح في هكذا مناسبة بأنه ما يزال يبحث عن أربعة أو خمسة لاعبين لتدعيم النقاط السلبية التي ما تزال موجودة على مستوى خطوط الفريق. وتبعا لذلك، وبالنظر إلى الفترة القصيرة التي ما تزال تفصلنا عن نهائيات كأس إفريقيا، من الصعب جدا أن نستدرك كل النقائص خاصة في ظل انعدام المقابلات الودية التي تعتبر عادة فرصة للطاقم الفني للوقوف على جاهزية فريقه من حيث التحضير البدني، التقني والانسجام بين خطوط الفريق. ويبقى السؤال المطروح في اعتقادي هو هل يستطيع اللاعبون الجدد تعويض القدامى الذين فضلوا الانسحاب. منطقيا، لسنا جاهزين 100٪ للموعد الإفريقي رغم توفر الإرادة والعزيمة لدى الجميع في الظهور بوجه مشرف، لأنه لا يعقل أن يستمر المدرب في البحث عن بعض العناصر التي يحتاجها قبيل أسابيع عن انطلاق التظاهرة الإفريقية. في هذا الإطار هل تعتقدون بأن التغييرات الكبيرة التي حدثت على مستوى التعداد قد أثرت سلبا على الفريق مع قدوم حليلوزيتش؟ ما لا يجب أن ينساه كل متتبع ليوميات أي فريق أو منتخب كروي في العالم هو أن وجود لاعبين أساسيين مصابين يؤثر عليه مهما كان مستواه، لأنه يصعب تعويض عنصر أساسي بين ليلة وضحاها. وبالعودة إلى المنتخب الوطني، فإن الإشكال المطروح اليوم يكمن أساسا في وسط الدفاع، حيث أن غياب الثنائي بوقرة وعنتر يحيى أثر كثيرا على هذا الخط خاصة إذا علمنا بأننا لم نكن في السابق نعاني من هذا الجانب بوجودهما. ورغم أن المدرب جرب العديد من اللاعبين في منصب وسط الدفاع، إلا أنه لم يهتد بعد إلى ثنائي قار ومنسجم في ظل غياب اللقاءات الودية التي تسمح بخلق الانسجام. الإشكال لا يطرح فقط على مستوى الدفاع، بل أن الإصابات التي يعاني منها بعض لاعبي الوسط والهجوم أثرت على التشكيلة؟ إذا استثنينا خط الدفاع الذي مايزال يشكل صداعا للمدرب، فإن هامش المناورة بالنسبة للوسط والهجوم موجود في ظل وجود عدة لاعبين أثبتوا قدراتهم، وبالتالي فالمعضلة في اعتقادي توجد على مستوى الدفاع فقط. في رأيكم ما الذي تغير في المنتخب مقارنة بالتشكيلة التي دربها المدرب السابق سعدان؟ أولا، لكل مدرب طريقته ومنهجيته وقناعاته وفلسفة لعبه، والمدرب في كل الأحوال لا يمكن تقييم مشواره على رأس أي فريق إلا من خلال العودة إلى التشكيلة التي يتعامل معها. فالنسبة مثلا للمدرب سعدان، أرى صراحة بأنه كان يعتمد كثيرا على الناحية الدفاعية، لأنه لم يكن يملك مهاجمين أقوياء، واليوم نلاحظ العكس مع المدرب حليلوزيتش الذي وجد حلولا هجومية مع قدوم لاعبين جدد، غير أنه ما يزال يعاني في القاطرة الخلفية، وبالتالي أستطيع القول إن سلبية سعدان كانت في اللعب الهجومي وعند حليلوزيتش القاطرة الخلفية. وفي كل الأحوال، يبقى الوقت هو المقياس الوحيد الذي نقيس به مدى نجاح مدرب أو فشله، كما تظل النتائج هي المعيار الوحيد للحكم على أي طاقم فني. صراحة، هل ترون بأن منتخبنا بإمكانه الذهاب بعيدا في نهائيات كأس إفريقيا؟ إنطلاقا من مشاركتي لمرتين في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، أرى بأن أحسن أسلوب للتعامل مع المنافسة هو لعب مقابلة بمقابلة، وإذا استطاع أي منتخب تسجيل انطلاقة جيدة وموفقة بإمكانه الذهاب بعيدا. وفيما يتعلق بمنتخبنا، فتحقيق فوز في اللقاءين أمام تونس وكودت ديفوار من شأنه أن يفتح له الأبواب للذهاب بعيدا ولِمَ لا الوصول إلى المربع الأخير، أما إذا حدث العكس وأخفقنا في بداية مشوارنا فإن إمكانية مواصلة المشوار يصبح صعبا للغاية. يرى البعض أن اعتزال عنتر يحيى ومطمور وبلحاج وإبعاد زياني يعد خسارة كبيرة لمنتخبنا، ما تعليقكم؟ في اعتقادي، إن لاعبا مثل كريم زياني كان من المفترض أن يتواجد مع هذه المجموعة للمشاركة في كأس إفريقيا، لأن منتخبنا بحاجة إليه في ظل عدم وجود صانع ألعاب حقيقي. وإذا كان البعض يراهن على اللاعب فيغولي، فلا أعتقد بأنه قادر على تنشيط الوسط والهجوم، وبالتالي فإن اللاعب الأنسب هو زياني الذي يتمتع اليوم بكامل إمكاناته ومردوده جيد اليوم مع ناديه الجيش القطري، وبإمكانه جلب الإضافة المطلوبة. أما بقية اللاعبين المنسحبين، فأنا أرى بأن هناك من اللاعبين الجدد من يغطي الفراغ الذي تركوه خاصة على مستوى الهجوم، وكل ما أتمناه أن يعود زياني إلى المنتخب الوطني. والمنتخب الوطني يعيش في هذه الأوضاع والإمكانات، هل ترون بأنه قادر على الذهاب إلى المونديال؟ التأهل إلى المونديال أمر آخر وبلوغه يمر حتما عبر الظهور بوجه مشرف في كأس إفريقيا التي تعتبر امتحانا حقيقيا لقدراتنا واستعداداتنا، وإذا تمكن منتخبنا من البروز في “الكان" فإن إمكانية وصوله إلى المونديال تبقى واردة، وبالتالي فرصتنا تصبح كبيرة.