جمعت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالصحافية الشهيرة بمجلة “باري ماتش" فاليري تريفيلر قصة حب عنيفة دون أن تكلل بالزواج، حيث تتملك الفرنسيين حيرة كبيرة بخصوص الوصف الذي سينعتون به فاليري تريفيلر، رفيقة رئيسهم الجديد، فرانسوا هولاند. وقد أصبحت هذه القضية مثار جدل وسخرية أحيانا في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية. تارة، تذكر فاليري باسم “السيدة الأولى"، ولاسميا من قبل المنابر الإعلامية المقربة من الاشتراكيين، في الوقت الذي يحلو لآخرين وصفها ب«الآنسة الأولى" في فرنسا. وعن علاقتها بهولاند تقول فاليري “تعارفنا في 1988، ثم بدأت علاقتنا فعليا في 2005 لكننا أصبحنا قريبين جدا قبل ذلك في عام 2000 وفي 2004 كتبت مقالا عنه في مجلة (باري ماتش) وصفته فيه بأنه رجل عادي علي أي حال لولا شغفي بالعمل السياسي ما اختارني شريكة له، أشعر وكأني أشاهد فيلما وفجأة أتحول إلى ممثلة فيه حيث إنها انتقلت برفقة صديقها الرئيس للعيش بقصر الإليزيه ووصفت ذلك بأنه سيكون أسهل عليها مما كانت عليه كارلا بروني زوجة الرئيس السابق ساركوزي وذلك في إشارة إلى كونها امرأة مثقفة وتفهم في السياسة وقوالبها، وعن دورها الجديد كسيدة فرنسا الأولى قالت فاليري إنها جادة فيما يخص دورها وضلوعها في الحياة السياسية.. وهكذا، انتقلت تريفيلر من مجرد صحافية إلى السيدة الأولى في الجمهورية الفرنسية. المثير أن هذا اللقب منح لها دون أن تكون متزوجة بشكل رسمي من الرئيس الجديد للبلاد. وكان هولاند قد تعرف على تريفيلر قبل أربع سنوات فقط. أبدت تريفيلر، الصحافية المتخصصة في الشؤون السياسية، استعدادها لتلعب دور السيدة الأولى في فرنسا وأوضحت، في هذا الإطار، أنها لا ترى “صداما بين مركز السيدة الأولى في المجتمع واحترامي مهنة الصحافة". وتردف أنها “لن تتوقف في كل الأحوال، عن المطالبة بتقديم المساعدات لأطفال الصومال أو للسيدات من أصول مهاجرة في أحياء فرنسا الفقيرة". غير أنها أكدت أنها غير مستعدة للتنازل عن دور الأم العاملة التي تكدّ من أجل تربية وتنشئة أبنائها. فهي مطلقة ولها أبناء. وقالت: “أنا في حاجة إلى كسب عيشي لتربية أطفالي الثلاثة، فأنا لست مختلفة عن باقي الفرنسيين.. وليس لفرانسوا ولا للدولة التكفل بمصاريف أطفالي". دافعت تريفيلر بقوة عن اختيار الفرنسيين لها سيدة أولى بانتخابهم هولاند رئيسا للبلاد وأكدت أن “فرانسوا رجل متواضع، وعلى المستوى الشخصي ليست لديه أي مشكلة للتعبير عن عواطفه"، وأضافت إن “ما يظهر عنه هو الواقع، ليست هناك شخصية أخرى مختبئة لهولاند، سيكون رئيس دولة جدير بالاحترام والصدق، والفرنسيون لن يندمون أبدا على اختياره ولا أنا". ستقوم تريرفيلر بدور “السيدة الأولى" في فرنسا طيلة خمس سنوات المقبلة. وكانت قد لعبت دورا كبيرا في تعزيز موقعه في الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة عبر المقابلات الصحافية وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حضورها الملفت في التجمعات الانتخابية. ورغم أنها كانت وجها مألوفا في عالم المشاهير فهي صحافية متميزة في مجلة “باري ماتش"، فإن شهرتها بلغت أوجها بعد اقتران صورتها بالرئيس الفرنسي الجديد. وسطع نجمها قبل نحو سنة بعد شروع هولاند في الإعداد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية. إذا كانت تريفيلر تؤكد أنه لم يكن لها أي دور ولا تأثير في الحملة الانتخابية لرفيقها، حيث قالت إن “هولاند كان يصغي إليها لكنه لا يعمل إلا ما يراه صائبا"، فإنها أكدت في تصريحات صحافية أنها “كانت حريصة دائما، طيلة الحملة الانتخابية، رغم كثرة الانشغالات، على البقاء قرب هولاند إلى درجة أنها قالت في تصريحات صحافية إنها كانت تترصد وقتا من أجل التجول معه في الغابة بعيدا عن الانشغالات وضغط المواعيد التي فرضتها الحملة. وحرصت تريفيلر، في بداية حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على تركيز عملها في الكواليس من خلال تقديم المشورة بالنسبة إلى الاتصالات أو الدفاع عن صورة هولاند في وسائل الإعلام.. لكن سرعان ما أصبح دورها أكثر وضوحا واتخذت لها موقعا في المقاعد الأمامية في الاجتماعات والتجمعات الانتخابية لهولاند. وكان واضحا أن تريفيلر كانت تعمل على تويظف خرجاتها الإعلامية من أجل تدعيم موقع هولاند في السباق إلى قصر الإليزيه. وتعتني فاليري تريفيلر بفرانسوا هولاند فتقول إنها حريصة خلال الاجتماعات “على أن يكون معطفه قريبا منه" وإنها تحاول أحيانا أن تسرق البعض من وقته “للتجول في الغابة معا". وقالت في حديث مع مجلة “فام أكتيال" (المرأة المعاصرة) وفي سياق القصص الشخصية الصغيرة أن “فرانسوا هولاند لا يحب إغلاق الأبواب في البيت ولا حتى أبواب الخزانة" وأضافت “فهمت من ذلك أنه لا يغلق الباب في وجه أحد وأنه لا يملك شيئا يخفيه". وقالت الصحف الفرنسية أيضا إن تيرفيلر لعبت دورا كبيرا في الشكل الجديد الذي يظهر به حاليا. ففي الأشهر الماضية، تمكن من إنقاص وزنه بحوالي 10 كيلوغرامات في وقت وجيز. بعد أن أقدم فرانسوا هولاند على تنفيذ برنامج لإنقاص الوزن بإيعاز من تريفيلر.