أسدل الستار على بطولة القسم الوطني المحترف الأول في شطره الأول بتتويج وفاق سطيف كبطل لمرحلة الذهاب، بعد أن أدى مشوارا مقبولا أهله لانتزاع الصدارة عقب انتهاء ال 15 مقابلة الأولى، مؤكدا بالتالي إمكاناته التي سمحت له خلال الموسم الماضي التتويج بلقبي البطولة والكأس، مؤكدا في الوقت ذاته نجاح سياسته التي اعتمدت هذا الموسم على تشبيب الفريق وعدم الاعتماد على النجومية، وهي السياسة التي أعطت ثمارها، حيث أنهى الفريق المشوار في الرتبة الأولى بمجموع 31 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن ملاحقه المباشر إتحاد الحراش اللذين أبديا مستوى كبيرا مقارنة ببقية الأندية الأخرى. وإذا كانت فرق مولودية الجزائر، شبيبة بجاية وإتحاد العاصمة توجد في كوكبة المقدمة، فإن ذلك لا يمنعنا من القول إن الوفاق السطايفي والإتحاد الحراشي، هما الفريقان اللذين حافظا على توازنهما منذ بداية الموسم وقدما مردودا مستقرا جسدته النتائج الجيدة التي سجلاها على مدار 15 جولة. ولم تنته مرحلة الذهاب دون أن تكشف لنا عن خيبة أنصار بعض الأندية العريقة التي اعتادت لعب الأدوار الأولى، ونقصد هنا بالتحديد نادي شبيبة القبائل التي انتهت المرحلة الأولى في الرتبة العاشرة بمجموع 17 نقطة وبفارق 14 نقطة عن الرائد، وهو ما يعكس حقا المشاكل التي عاشها هذا الفريق وعدم الاستقرار الذي عاشه على مستوى العارضة الفنية والعلاقات الداخلية. وفي هذا الإطار، علينا كذلك الحديث عن نادي أولمبي الشلف الذي توج قبل موسمين بلقب البطولة ليجد نفسه اليوم في رتبة لا يحسد عليها، ورغم استفاقته المتأخرة منذ قدوم المدرب الجديد بن زكري، إلا أن مردوده العام شهد تراجعا كبيرا هذا الموسم. ولا نغادر الأندية التي خيبت هذا الموسم دون أن نعرج على فريق مولودية وهران الذي أنهى مرحلة الذهاب مع الأندية الثلاثة المعنية بالنزول، ولا داعي في هذا المقام أن نعيد شريط المشاكل التي داهمت بيت هذا النادي العريق الذي لم يعرف منذ انطلاق البطولة الاستقرار، الأمر الذي انعكس على نتائجه التي جاءت مخيبة لآمال محبيه. وغير بعيد عن مدينة وهران، يوجد وداد تلمسان في أسوأ أحواله، وهو مهدد أكثر من أي وقت مضى بمغادرة القسم الأول إذا واصل على نفس إيقاع النتائج السلبية على منوال ما حصل كذلك لإتحاد بلعباس الذي يبدو أنه لم يتأقلم بعد مع أجواء بطولة القسم الوطني الأول واحتلاله الرتبة الأخيرة دليل على مشواره السلبي على طول الخط. ومهما يكن من أمر، فإن مجريات البطولة لهذا الموسم كشفت بما لا يدع مجالا للشك المستوى المتواضع الذي أبانت عنه عديد أندية تصنف اليوم في خانة المحترفة.