البروفيسور أبركان بعد سنوات من النضال في الأفلان، أنتم الآن على رأس بلدية الخروببقسنطينة تحت لواء جبهة القوى الاشتراكية... صحيح، الأفافاس عرض علي الترشح في المجلس الشعبي البلدي بالخروب، ولأني أحترم هذا الحزب وأتقاسم معه المبادئ التي يقوم عليها وافقت على العرض والحمد لله لقد فزنا برئاسة البلدية، الأمر الذي سيساعدنا على تقديم مخطط الحزب الذي يقوم على اقتراحات الهدف منها تحليل الوضعية السياسية والاجتماعية للبلاد والعمل على تغييرها بما يتماشى وتطلعات الشعب. ولأني أرى نفسي شخصا اشتراكيا وحاليا أنا أمثل حزب من نفس المبدأ، فأساس عملنا سيكون من أجل الحفاظ على الخدمة العمومية وتحقيق العدالة الاجتماعية والكفاح ضد كل أنواع الفساد، وهذه هي المواقف التي يقوم عليها حزب الأفافاس، ولذلك وافقت على أن أكون من بين رجاله. أعلن، مساء أمس، رئيس أقدم أحزاب المعارضة حسين آيت أحمد عن تخليه عن منصب رئاسة حزب القوى الاشتراكية خلال المؤتمر القادم، ما هي قراءتكم لذلك؟ ليس لدي تحليل معمق بهذا الشأن، لكن أتأسف كثيرا لأن أيت أحمد رجل من طينة الكبار ومن بين الأشخاص الذين قادوا الجزائر لنيل استقلالها، حتى ولو أن من أمسكوا زمام الأمور بعد الاستقلال تنكروا له وجعلوه خارج سدة الحكم. الأفافاس حقق نتائج مرضية في الانتخابات المحلية، واستطاع تجاوز حدود منطقة القبائل إلى ولايات وبلديات أخرى، ألا ترى أن تنحي آيت أحمد من رئاسة الحزب سيؤثر عليه مستقبلا؟ لا أظن أن هذا سيؤثر على مكانة الحزب، لأن الأفكار هي الأساس وقرار آيت أحمد كان شجاعا، وسيفتح الباب على مصراعيه للشباب والوجوه الجديدة لحمل المشعل، الأمر الذي سيمكن من نشر ثقافة جديدة داخل الحزب ستنعكس على منهج التسيير ووضع استراتيجيات جديدة تتماشى والتطورات الحاصلة في العالم مع خلق رأس مال سياسي يلعب دورا حقيقيا في النهوض بالبلاد. قال آيت أحمد في رسالته أيضا إن قراره جاء لفسح المجال أمام الجيل الجديد، هل هذا يعني أن الرئيس القادم لن يكون من الوجوه المعروفة في الحزب؟ هذه أمور داخلية، لكن ما يمكن استخلاصه من رسالة آيت أحمد هو أنه أكيد سيكون هناك تجديد وستتاح الفرصة للجيل الصاعد ليثبت وجوده. السيد أبركان هل سيترشح لرئاسة الحزب؟ أبدا، أنا لن أكون ممن سيقدمون ملف ترشحهم حتى لو طلب مني ذلك، لأني لست قادرا أولا، ولست طامعا ثانيا، وكل ما أريده في الوقت الراهن هو أن أكون في خدمة سكان بلدية الخروب الذين وضعوا ثقتهم فيّ، وما دون ذلك، فأنا لا أريد أي منصب لا جهوي ولاوطني. كلمة أخيرة رسالة آيت أحمد هي درس في الديمقراطية أتمنى أن يفهمه بعض من يغضون نظرهم عن مثل هذه الأمور، خاصة وأننا وصلنا إلى مرحلة صار منح المشعل فيها للشباب أمرا ضروريا وحتميا لأنها الفئة القادرة على تغيير الوضع.