لأول مرة يقرر سياسي تولى منصب وزير في الحكومة لأكثر من سنتين، الترشح لرئاسة بلدية في الجزائر. وللمرة الثانية يفضّل رئيس بلدية سابق ارتقى إلى منصب وزير في وقت سابق، السعي للعودة مجددا إلى كرسي رئاسة البلدية. يتصدّر وزير الصحة الأسبق والقيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد أبركان، قائمة جبهة القوى الاشتراكية في بلدية الخروب بولاية قسنطينة، والذي سبق له وأن شغل منصب رئيس هذه البلدية في الفترة بين 1997 إلى غاية ,2001 حيث تم تعيينه في جانفي 2001 عضوا في مجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي المعّين من قبل رئيس الجمهورية، قبل أن يعينّ في جوان 2001 كوزير للصحة في حكومة علي بن فليس، لكن عبد الحميد أبركان استقال في ديسمبر2003 من الحكومة ضمن مجموعة الوزراء فريق بن فليس. والمثير ليس في رغبة البروفيسور أبركان، الذي سبق له أيضا وأن ترأس المنظمة العالمية للصحة في الفترة بين 1996 الى 1998 العودة الى رئاسة بلدية الخروب، ولكن أيضا في الإطار السياسي الذي ترشّح عبره هذه المرة، حيث قرر التحول الى جبهة القوى الاشتراكية، الأفافاس، بعد أن كان يعرف عنه أنه أحد إطارات جبهة التحرير الوطني. ويبرر الوزير السابق أبركان ترشحه مع جبهة القوى الاشتراكية على صفحته الخاصة بالحملة الإنتخابية في موقع التواصل الاجتماعي، بتعرضه للتهميش والتجاهل من قبل قيادة حزب جبهة التحرير الوطني. وتعود خلفية هذا التجاهل الى مواقفه السابقة عند التزامه مع الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني علي بن فليس، خلال أزمة الحزب ,2003 وانسحابه من الحكومة دعما لبن فليس في المواجهة السياسية التي دارت بين هذا الأخير والرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبيل رئاسيات .2004 ويؤكد البروفيسور أبركان أن إلحاح جبهة القوى الاشتراكية عليه للترشح في صفوفها، واحترامه لنضالات الأفافاس من أجل الديمقراطية والتزام هذا الحزب بمواقفه، شجّعه على قبول الترشح على رأس قائمته في بلدية الخروب، إضافة إلى رغبته الشديدة في خدمة بلدية الخروب. وأوضح أنه سبق له وأن رفض عرضا مماثلا من الأفافاس للترشح في صفوفه في الانتخابات البرلمانية الماضية التي جرت في ماي الماضي. وأضاف في هذا السياق''لم يكن مهما بالنسبة لي الغطاء السياسي الذي أدخل به إلى الانتخابات أو أترشح تحت مظلتها، فكلهم وطنيون جزائريون، لأن الأهم في نظري ''ماذا يمكننا أن نقدم للخروب ولسكان الخروب''.